269
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

قال الفيروزآبادي: «حاوله حِوالاً ومحاولة: رامه. وكلّ ما حجز بين شيئين فقد حال بينهما».۱(وعزّ) أي ذو عزّ وغلبة.
(لا يزاول) على البناء للمفعول.
قال الفيروزآبادي: «زاوله مزاولة وزوالاً: عاجله، وحاوله، وطالبه».۲
وفي هذه الفقرات إشارة إلى أنّ تلك الاُمور بقضاء اللَّه وقدره، ومن سعى في رفعها وبالغ فيه فقد أراد مغالبة اللَّه في تقديراته، وهو محال.
(ويتحنّن علينا بتفريح هذا من حالك).
التحنّن: الترحّم. والتفريح من الفرح بمعنى السرور.
وفي بعض النسخ بالجيم من الفرج، وهو كشف الغمّ وإزالته. وهذا إشارة إلى البلاء المظنون نزوله، أو إلى ما ذكر من العافية والبقاء.
وقوله: (بين أظهرنا) أي في وسطنا.
وقوله: (نحدث) من الإحداث.
وقوله: (نعظّمه) صفة «شكراً»، والضمير له، أو للَّه.
وقوله: (نديمه) من الإدامة، والضمير للذكر.
(ونقسم) من القسمة، أو من التقسيم. يُقال: قسمه يقسمه وقسّمه، أي جزّأه.
والرقيق المملوك للواحد والجمع.
وقوله: (وإن يمض بك إلى الجنان).
«إن» بكسر الهمزة، و«يمض» من المضيّ والباء للتعدية، أو من الإمضاء والباء للتقوية.
وقوله: (ويجري عليك) من الجري، أو الإجراء.
وقوله: (حتم سبيله) مرفوع على الأوّل، ومنصوب على الثاني.
وقوله: (بلاؤه) يحتمل النعمة أيضاً.
وقوله: (ولا مختلفة) أي وغير متفرّقة.

1.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۶۳ (حول) مع التلخيص.

2.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۹۱ (زول).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
268

(يبلغ تحريكه) أي صرفه وإزالته وتغييره.
وفي بعض النسخ: «تحويله».
(جهدنا) أي طاقتنا، أو اجتهادنا.
(وتقوى لمدافته طاقتنا) أي قدرتنا.
قيل: أشار إلى أنّ الدفع من الطرفين إلّا أنّ المقدّر لكونه محتوماً غالب.۱
وقوله: (ولأخطرناها) أي لأوقعنا أنفسنا وأبناءنا في الخطر والهلاك.
وقيل: أو صيّرناها خطراً ورهناً وعوضاً لك.۲
قال الجزري:
فيه: فإنّ الجنّة لا خطر لها، أي لا عوض لها ولا مثل. والخطر - بالتحريك - في الأصل: الرهن، وما يخاطر عليه، ومثل الشي‏ء، وعدله، ولا يقال إلّا في الشي‏ء الذي له قدر ومزيّة. ومنه الحديث: إلّا رجل يخاطر بنفسه وماله، أي يلقيهما في الهلكة بالجهاد. ومنه حديث النعمان: أنّ هؤلاء - يعني المجوس - قد أخطروا لكم رثة ومتاعاً، وأخطرتم لهم الإسلام، المعنى أنّهم قد شرطوا لكم ذلك، وجعلوه رهناً من جانبهم، وجعلتم رهنكم دينكم.۳(وقلَّ خطرها دونك) أي ليس لهلاكها عند بقائك وعافيتك قدر محسوس.
(ولقُمنا بجهدنا في محاولة مَن حاولك).
المحاولة: الروم، والطلب.
(وفي مدافعة مَن ناواك).
قال الجوهري: «ناواه: عاداه، وأصله الهمز؛ لأنّه من النّوء، وهو النهوض».۴(ولكنّه) أي الربّ تبارك وتعالى.
(سلطانٌ) أي ملك، أو ذو سلطنة.
(لا يحاول) بفتح الواو، أي ليس لأحد أن يطلب سلطنته، أو يمنع ممّا أراده.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۱۶.

2.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۳۲.

3.النهاية، ج ۲، ص ۴۶ (خطر) مع التلخيص.

4.الصحاح، ج ۶، ص ۲۵۱۷ (نوى).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 70363
صفحه از 568
پرینت  ارسال به