الدلائل البرهانية في تصحيح الحَضرة الغروية - صفحه 335

الدلائل البرهانية في تصحيح الحَضْرة الغروية

علامه حلّى حسن بن يوسف بن مطهّر (م 726 ق)

تحقيق : محمّد رضا انصارى قمى

التمهيد

من السنن الطيّبة الجارية عند علمائنا ـ رضوان اللّه تعالى عليهم ـ منذ القدم ، تلخيص المصنّفات المطوّلة والمتوسّطة وإيجازها بحذف المكرّرات والمترادفات وأسانيد الروايات ، بل وتلخيصها ؛ كلّ ذلك لأجل ترغيب عامّة الناس بطلب العلم والتزوّد بالمعارف الإسلاميّة من مصادرها الأصلية ، وتسهيل قراءة الكتاب لهم وسرعة تداوله بينهم ، خاصّةً وإنّ عامّة الناس ـ المشتغلين بهموم الدُّنيا من الكسب والبحث عن الرزق الحلال ـ بعيدون عن فهم أسانيد الروايات المصنّفة وتمييز صحيحها عن سقيمها وموثوقها عن ضعيفها ، ممّا قد يؤدّي إلى نفورهم عن المطالعة وحرمانهم من بركاتها وآثارها وفوائدها ، وهذا ما رغّب علماءنا في القيام بتلخيص المصنّفات المعتبرة والموثوقة لمشايخ الطائفة والمتضمّنة للعقائد الصحيحة الحقّة ، من دون أن يمنعهم ذلك عن تدوين أو استنساخ المصنّفات المبسوطة لأهل الفنّ .
وممّن اعتمد هذا الاُسلوب علّامة المتقدِّمين والمتأخّرين والفقهاء والاُصوليّين ، الذي استحقّ هذه الصفة بجدارة ، ألا وهو العلّامة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر (648 ـ 726ق) رضي اللّه تعالى عنه ؛ فقد مارس هذا الاُسلوب وعلّمه تلامذته ، فقاموا بتلخيص مجموعة كبيرة

صفحه از 388