17 ـ علي بن عبداللّه الورّاق :

عدّه العلّامة الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه الله من تلامذة ثقة الإسلام الكليني، بل من رواة كتاب الكافي عن مصنّفه ^۱ .
وهو من مشايخ الشيخ الصدوق، روى عنه في سائر كتبه، وترضّى عليه في كتابه الفقيه ^۲ الّذي جعله حجّة فيما بينه وبين اللّه عزّ وجلّ كما صرّح هو بذلك في مقدّمته ^۳ ، كما ترضّى عليه في كتبه الأُخرى: كإكمال الدين ^۴ ، والتوحيد ^۵ ، والخصال ^۶ ، وعيون الأخبار ^۷ . وترحّم عليه في موارد أُخرى ^۸ .
وقد روى علي بن عبداللّه الورّاق هذه الأحاديث وغيرها عن سعد بن عبداللّه الأشعري، وأبي العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان ، وعلي بن إبراهيم بن هاشم وغيرهم، ويظهر من بعضها عكوفه الطويل على الحديث الشريف وروايته، إذ جاء في حديث منها قوله: «حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاثمائة» ^۹ في حين كان عمر الشيخ الصدوق في ذلك الحين سنة واحدة؛ لأنّه ولد رحمه الله (سنة / 306 ه ) ^۱۰ .
هذا، وقد وصفه الشيخ الصدوق في إسناد حديث واحد في عيون أخبار الرضا عليه السلام بالرازي مع الترضّي عليه ^۱۱ ، وقد رواه الورّاق عن سعد بن عبداللّه الأشعري.
ويظهر من بعض نسخ العيون المعتمدة في نقد الرجال ^۱۲ ، وجامع الرواة ^۱۳ ، ومنتهى المقال ^۱۴ ، وغيرها، أنّ فيها تحريفا في خصوص هذا المورد من العيون، إذ جاء اسمه في تلك النسخ بعنوان: (علي بن إبراهيم الورّاق الرازي)، ولهذا جُعل في تلك الكتب الرجالية شخصا آخر، في حين احتمل العلّامة المامقاني اتّحادهما ^۱۵ ، والصحيح ما في المطبوع من عيون الأخبار وبعنوان علي بن عبداللّه الورّاق الرازي، ويؤيّده عدم وجود رواية أُخرى لعلي بن إبراهيم الورّاق الرازي ، عن سعد بن عبداللّه إلّا في المورد المحرّف، في حين روى علي بن عبداللّه روايات كثيرة عن سعد، وهو ما رجّحه السيّد الخوئي في معجمه ^۱۶
.
ومهما يكن فإنّ هذا الشيخ ثقة لدلالة الترضّي عليه؛ لأنّ معنى الترضّي طلب زيادة الأجر والمثوبة، ومن يطلقه على غير مستحقّه فهو مثله، والصدوق يجلّ عن هذا.