منهج تفسير القرآن بالقرآن في مرويات الكافي للشيخ الكليني - صفحه 367

منهج تفسير القرآن بالقرآن في مرويات الكافي للشيخ الكليني

د . سيروان عبد الزهرة هاشم ۱

إذا كان النصّ القرآني معجزة السماء الكبرى إذ تتجلّى فيه أروع مستويات الخطاب اللغوي وأجمل بنائيات الفنّ المقالي، فإنّه من الحتمي ـ والحال هذه ـ أن ينطوي على عنصر التكامل والتوحّد المضموني والربط الأجزائي بين سوره عموما، وآياته داخل تلك السور خصوصا ، ومفرداته ضمن الآية الواحدة بشكلٍ أخصّ ؛ ذلك بأنّ عامل التكامل في الخطاب ـ سواء أكان ربّانيا أم بشريا ـ هو المرتكز الأساس في تنقية الدلالة وبناء حيثياتها لإيصالها للمتلقّي .
ولمّا كان الإعجاز يمثّل جوهر القرآن، كان التكامل في التعبير المقدّس أساسا لذلك الإعجاز ، فالنصّ يأخذ بعضه ببعض، ويشدّ بعضه هذا إلى بعضه الآخر، حتّى يغدو صورة جمالية غاية في الدقّة والروعة ؛ إذ نلحظ أنّ بداية السورة مرتبطة بنهايتها محورا وموضوعا وخطابا ، بل نجد أنّ نهاية السورة لها صلة بمفتتح السورة التي تليها .
أمّا نسق النصوص القرآنية داخل السورة الواحدة، فهو ظاهر لكلّ ذي نظر وتأمّل، فالآيات تتكامل معا مضمونيا وبنائيا في السياق العامّ للسورة الواحدة، حتّى لكأنّك

1.العراق جامعة الكوفة / كلّية الآداب.

صفحه از 406