191
شرح فروع الکافي ج4

باب الطيب والريحان للصائم

قال الشيخ في النهاية : شمّ الرائحة الغليظة التي تصل إلى الجوف توجب القضاء والكفّارة ، ۱ ونقل ذلك عن ابن البرّاج ، ۲ وظاهرهما مطلق الرائحة الغليظة من أنواع الطيب والرياحين .
واحتجّ الشيخ بخبر سلمان بن جعفر المروزيّ ، قال : سمعته يقول : «إذا تمضمض الصائم في شهر رمضان أو استنشق متعمِّدا أو شمّ رائحة غليظة أو كنس بيتا فدخل في أنفه وحلقه غبار ، فعليه صوم شهرين متتابعين ، فإنّ ذلك له فطر مثل الأكل والشرب والنكاح» . ۳
وقد استدلّ عليه بأنّ الرائحة عرض ، والانتقال على الأعراض محال ، وإنّما ينتقل بانتقالها ، فإذا وصلت إلى الجوف علم أنّ محلّها قد انتقل إليها وذلك يوجب الإفطار ، وبالاحتياط .
واُجيب عن الرواية بالضعف والإضمار ، وعن الاعتبار بأنّه قد بيّن في موضعه أنّ الشمّ إنّما يكون بانفعال الهواء الواسطة بين الخيشوم والمشموم بكيفيّة المشموم ، وأنّ الرائحة لا تنتقل لا بنفسها ولا بمحلّها .
وعن الاحتياط بمعارضته بالبراءة الأصليّة والأخبار المذكورة . ۴
وقال المفيد قدس سره : «ويجتنب الصائم الرائحة الغليظة والغبرة التي تصل إلى الحلق ، فإنّ ذلك نقص في الصيام» . ۵

1.النهاية ، ص ۱۵۴ .

2.المهذّب ، ج ۱ ، ص ۱۹۲ .

3.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۲۱۴ ، ح ۶۲۱ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۹۴ ، ح ۳۰۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۶۹ ، ح ۱۲۸۵۰ .

4.مختلف الشيعة ، ج ۳ ، ص ۴۰۶ .

5.المقنعة ، ص ۳۵۶ .


شرح فروع الکافي ج4
190

والأوزاعيّ والشافعيّ وإسحاق . ۱
والشيخ وإن قال أوّلاً بالكراهة للجمع بين الأخبار لكن آخر كلامه الذي نقلناه عنه رجوعه عن كراهية الرطب . ۲
[وقال في المنتهى] :
واحتجّ الشافعي بما رواه خباب بن الأرت عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال : «إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشيّ ، فإنّه ليس من صائم تيبس شفتاه إلّا كانتا نورين عند ربّه يوم القيامة» . ۳
وعن عليٍّ عليه السلام قال : «إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشيّ» . ۴
و لقول النبيّ صلى الله عليه و آله : «لخلوف فم الصائم أطيب عند اللّه من المسك الأذفر» ، ۵ فهو أمرٌ مرغوب فيه فأشبه إزالة دم الشهادة بالغسل .
والجواب عن الأوّل : أنّه محمول على التسوّك لاستجلاب الريق . ويؤيّده تمام الحديث أنّه يزيد في الخلوف ولا يزيله .
كذا في المنتهى . ۶
والمشهور بين الأصحاب استحبابه للصائم مطلقا ولو بالرطب . ويؤيّدها صحيحة الحسين بن أبي العلاء ۷ على ما حكى ابن داود عن البشري تزكيته . ۸

1.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۵۶۸ . وانظر : المجموع ، ج ۶ ، ص ۳۷۷ ۳۷۸ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۱ ، ص ۱۴ .

2.الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۹۲ ، ذيل ح ۲۹۴ .

3.المعجم الكبير للطبراني ، ج ۴ ، ص ۷۸ ؛ سنن الدارقطني ، ج ۲ ، ص ۱۸۳ ، ح ۲۳۴۸ .

4.السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۲۷۴ ؛ سنن الدارقطني ، ج ۲ ، ص ۱۸۳ ، ح ۲۳۴۷ ؛ معرفة السنن والآثار ، ج ۳ ، ص ۴۱۷ ، ۲۵۵۷ .

5.المغني ، ج ۳ ، ص ۴۶؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۵۷ و ۳۱۳ و ۳۹۵ و ۴۶۱ و ۴۶۷ و ۴۸۵ و ۵۱۶ ، و ج ۳ ، ص ۵ و ۱۳۰ ، و ج ۶ ، ص ۲۴۰؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۴؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۲۲۶ و ۲۲۸؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۱۵۸؛ سنن النسائي ، ج ۴ ، ص ۱۶۰ و ۱۶۱ و ۱۶۲ و ۱۶۴ و ۱۶۸؛ السنن الكبرى له أيضا ، ج ۲ ، ص ۹۰ ، ح ۲۵۲۱ و ۲۵۲۳ ، و ص ۹۱ ، ح ۲۵۲۷ ، وص ۲۴۰ ۲۴۱ ، ح ۳۲۵۸ و ۳۲۶۲ ، و ... .

6.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۵۶۸ ۵۶۹ .

7.هو الحديث الأوّل من هذا الباب من الكافي .

8.رجال ابن داود ، ص ۷۹ ، الرقم ۴۶۸ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 136067
صفحه از 662
پرینت  ارسال به