115
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

ما ذكره من أنّها أسماء الملائكة؛ إذ الظاهر من الإضافة كونها لاميّة، والبيانيّة نادرة، وإن كان القائلون لا يعرفون هذا المعنى، لكنّهم سمعوا ممّن تقدّمهم . وهكذا إلى أن ينتهي إلى من أطلق ذلك على وجه المعرفة . ۱

متن الحديث الرابع والستّين

۰.عَنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَقَالَ:۲«إِنَّ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ رِيَاحَ رَحْمَةٍ، وَرِيَاحَ عَذَابٍ؛ فَإِنْ شَاءَ اللّهُ أَنْ يَجْعَلَ الْعَذَابَ مِنَ الرِّيَاحِ ۳ رَحْمَةً فَعَلَ».
قَالَ: «وَلَنْ ۴ يَجْعَلَ ۵ الرَّحْمَةَ مِنَ الرِّيحِ عَذَابا». [قَالَ]: «وَذلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَرْحَمْ قَوْما قَطُّ أَطَاعُوهُ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُمْ إِيَّاهُ وَبَالاً عَلَيْهِمْ إِلَا مِنْ بَعْدِ تَحَوُّلِهِمْ عَنْ طَاعَتِهِ».
قَالَ: «وَكَذلِكَ ۶ فَعَلَ بِقَوْمِ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا رَحِمَهُمُ اللّهُ بَعْدَ مَا ۷ كَانَ قَدَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ وَقَضَاهُ، ثُمَّ تَدَارَكَهُمْ بِرَحْمَتِهِ، فَجَعَلَ الْعَذَابَ الْمُقَدَّرَ عَلَيْهِمْ رَحْمَةً، فَصَرَفَهُ عَنْهُمْ، وَقَدْ أَنْزَلَهُ عَلَيْهِمْ، وَغَشِيَهُمْ، وَذلِكَ لَمَّا آمَنُوا بِهِ وَتَضَرَّعُوا إِلَيْهِ».
قَالَ: «وَأَمَّا الرِّيحُ الْعَقِيمُ، فَإِنَّهَا رِيحُ عَذَابٍ لَا تُلْقِحُ شَيْئا مِنَ الْأَرْحَامِ، وَلَا شَيْئا مِنَ النَّبَاتِ، وَهِيَ رِيحٌ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ، وَمَا خَرَجَتْ مِنْهَا رِيحٌ قَطُّ إِلَا عَلى قَوْمِ عَادٍ حِينَ غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ، فَأَمَرَ الْخُزَّانَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنْهَا عَلى مِقْدَارِ سَعَةِ الْخَاتَمِ».
قَالَ: «فَعَتَتْ عَلَى الْخُزَّانِ، فَخَرَجَ مِنْهَا عَلى مِقْدَارِ مَنْخِرِ الثَّوْرِ تَغَيُّظا مِنْهَا عَلى قَوْمِ عَادٍ».
قَالَ: «فَضَجَّ الْخُزَّانُ إِلَى اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ ذلِكَ، فَقَالُوا: رَبَّنَا إِنَّهَا قَدْ عَتَتْ عَنْ أَمْرِنَا، إِنَّا نَخَافُ

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۱۸ .

2.في كلتا الطبعتين ومعظم النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة : «قال» .

3.في الطبعة الجديدة ومعظم النسخ التي قوبلت فيها : «الرياح من العذاب» بدل «العذاب من الرياح» .

4.في الحاشية عن بعض النسخ: «ولم».

5.في الحاشية عن بعض النسخ: + «اللّه ».

6.في الطبعة القديمة : «كذلك» بدون الواو .

7.في الطبعة الجديدة ومعظم النسخ التي قوبلت فيها والوافي وشرح المازندراني : + «قد» .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
114

قيل : المراد بالرحمة هنا المطر. ۱ وقوله : «لواقح» إشارة إلى قوله تعالى في سورة الحجر : «وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ» . ۲
قال البيضاوي :
أي حوامل ؛ شبّه الريح التي جاءت بخير من إنشاء سحاب ماطر بالحامل ، كما شبّه ما لا يكون كذلك بالعقيم ، أو مُلقِحاتٍ للشجر والسحاب ۳ ، ونظيره الطوائح بمعنى المطيحات في قوله : «ومختبط ممّا تطيح الطوائح» ۴ . ۵
وقوله : (يهيّج السحاب) .
قال الجوهري : «هاج الشيء يهيج هَيْجا وهِياجا وهَيَجانا ؛ أي ثار . وهاجه غيره ـ يتعدّى ولا يتعدّى ـ وهيّجه» . ۶
وقوله : (فإنّما هي أسماء الملائكة الموكّلين بها) أي بتلك الرياح ، فتَسميتها بهذه الأسماء تجوّز واتّساع .
وقوله : (فتفرّقت ريح الشمال) ؛ كأنّ تحريك جناحه هنا يقتضي بالخاصّة ذلك التفرّق .
وقيل : لا يتوهّم أنّه يلزم من ذلك أن يكون مهبّ جميع الرياح جهة القبلة؛ لأنّه لعظمة الملك .
و«جناحه» يمكن أن يحرّك رأس جناحه بأيّ موضع أراد، ويرسلها بأيّ جهة اُمِر بالإرسال إليها، وإنّما اُمر بالقيام على الكعبة لشرافتها وكونها محلّاً لرحماته تعالى ومصدرها . ۷
وقوله : (أما تسمع لقوله) إلى آخره .
قيل : أي لقول رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؛ أي لقول القائل . وكأنّه عليه السلام استدلّ بهذه العبارة الشائعة على

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۱۸ .

2.الحجر (۱۵) : ۲۲ .

3.في المصدر : - «والسحاب» .

4.البيت هكذا : «ليبك يزيد ضارع لخصومةومختبط ممّا تطيح الطوائح». اُنظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۱ ، ص ۱۷۸ ؛ خزانة الأدب للبغدادي ، ج ۱ ، ص ۲۹۷ .

5.تفسير البيضاوي ، ج ۳ ، ص ۳۶۶ .

6.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۵۲ (هيج) .

7.القائل هو العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۱۸ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 154574
صفحه از 624
پرینت  ارسال به