87
مكاتيب الأئمّة ج5

40

إملاؤه عليه السلام إلى الفضل بن سهل

۰.في تحف العقول: روي أنّ المأمون بعث الفضل بن سهل ذا الرّياستين۱إلى الرّضا عليه السلام ، فقال له : إنّي أُحبّ أن تجمع لي من الحلال و الحرام و الفرائض و السّنن ، فإنّك حجّة اللّه على خلقه ومعدِن العلم . فدعا الرّضا عليه السلام بدواةٍ و قرطاسٍ ، و قال للفضل : أُكتُب :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
حَسبُنا شَهادَةُ أَن لا إِلهَ إلَا اللّهُ ، أَحَدا صَمَدا ، لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً وَ لا وَلَدا ، قَيّوما ، سَميعا ، بَصيرا ، قَويّا ، قائِما ، باقيا ، نورا ، عالِما لا يَجهَلُ ، قادِرا لا يَعجِزُ ، غَنيّا لا يَحتاجُ ، عَدلاً لا يَجورُ ، خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ ، لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ، لا شِبهَ لَهُ وَلا ضِدَّ وَلا نِدَّ و لا كُفؤَ .
وَ أَنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ وَ رَسولُهُ وَ أَمينُهُ وَ صَفوَتُهُ مِن خَلقِهِ ، سَيّدُ المُرسَلينَ وَ خاتَمُ النَّبيِّينَ وَ أَفضَلَ العالَمينَ ، لا نَبيَّ بَعدَهُ وَلا تَبديلَ لِمِلَّتِهِ وَ لا تَغييرَ .
وَ أَنَّ جَميعَ ما جاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله أَنَّهُ هوَ الحَقُّ المُبينُ ، نُصَدِّقُ بِهِ وَ بِجَميعِ مَن مَضى قَبلَهُ مِن رُسُلِ اللّهِ وَ أَنبيائِهِ وَ حُجَجِهِ . وَ نُصَدِّقُ بِكِتابِهِ الصَّادِقِ : « لَا يَأْتِيهِ الْبَـطِـلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ »۲ .
وَ أَنَّهُ ( كِتابُهُ ) المُهَيمِنُ عَلى الكُتُبِ كُلِّها ، وَ أَنَّهُ حَقٌّ مِن فاتِحَتِهِ إِلى خاتِمَتِهِ ، نُؤمِنُ بِمُحكَمِهِ وَ مُتَشابِهِهِ ، وَ خاصِّه وَ عامِّه ، وَ وَعدِهِ وَ وَعيدِهِ . وَ ناسِخِهِ وَ مَنسوخِهِ وَ أَخبارِهِ ، لا يَقدِرُ واحِدٌ مِنَ المَخلوقينَ أَن يأتيَ بِمِثلِهِ .
وَ أَنَّ الدَّليلُ وَ الحُجَّةُ مِن بَعدِهِ عَلى المُؤمِنينَ ، وَ القائِمُ بِأُمورِ المُسلِمينَ ، وَ النَّاطِقُ عَن

1.وهو الفضل بن سهل المعروف بذي الرّئاستين ؛ لأنّه تقلّد الوزارة والسّيف . وفي عيون أخبار الرّضا عليه السلام : ج۱ ص۱۷۷ ح۲۸ : وزير المأمون ومدبّر اُموره وكان مجوسيّا ، فأسلم على يد يحيى بن خالد البرمكي وصحبه ، وإنّه اختاره لخدمة المأمون فضمّه إليه فتغلّب عليه فاستبدّ بالأمر دونه ، قُتل بأمر المأمون في حمّام سرخس في شعبان سنة ثلاث ومئتين .

2.فصّلت : ۴۲.


مكاتيب الأئمّة ج5
86

مِثلُ سَلمانِ الفارِسيِّ وَ أَبي ذَرٍّ الغِفاريِّ وَ المِقدادِ بَنِ الأَسوَدِ وَ عَمَّارِ بنِ ياسِرٍ وَ حُذيفَةَ اليَمانيِّ وَ أَبي الهَيثَمِ بنِ التَّيِّهانِ وَ سَهلِ بنِ حُنَيفٍ وَ عُبادَةَ بنِ الصَّامِتِ وَ أَبي أَيُّوبِ الأَنصاريِّ وَ خَزيمَةَ بنِ ثابِتٍ ذي الشِّهادَتَينِ وَ أَبي سَعيدٍ الخُدريِّ ، وَ أَمثالِهِم رَضيَ اللّهُ عَنهُم وَرَحمَةُ اللّهُ عَليهِم ، وَ الوَلايَةُ لِأَتباعِهِم وَ أَشياعِهِم وَ المُهتَدينَ بِهُداهُم وَ السَّالِكينَ مِنهاجَهُم رِضوانُ اللّهِ عَلَيهِم .

[في تحريم المسكر و التّداوي بالحرام]

۰.وَ تَحريمُ الخَمرِ قَليلِها وَ كَثيرِها ، وَ تَحريمُ كُلِّ شَرابٍ مُسكِرٍ قَليلِهِ وَ كَثيرِهِ ، وَما أَسكَرَ كَثيرُهُ فَقَليلُهُ حَرامٌ ، وَ المُضطَرُّ لا يَشرَبِ الخَمرَ ؛ لِأَنَّها تَقتُلُهُ . ۱

[في تحريم بعض غير المأكول]

۰.وَ تَحريمُ كُلِّ ذي نابٍ مِنَ السِّباعِ وَ كُلِّ ذي مِخلَبٍ مِنَ الطَّيرِ ، وَ تَحريمُ الطَّحالِ فَإِنَّهُ دَمٌ ، وَ تَحريمُ الجِرِّيِّ وَ السَّمَكِ الطَّافي وَ المارماهي وَ الزِّمِّيرِ ، وَ كُلِّ سَمَكٍ لا يَكونُ لَهُ فَلسٌ . ۲

[في الكبائر]

۰.وَ اجتِنابُ الكَبائِرِ ، وَ هيَ : قَتلُ النَّفسِ الَّتي حَرَّمَ اللّهُ تَعالى ، وَ الزِّنا ، وَ السَّرِقَةُ ، وَ شُربُ الخَمرِ ، وَ عُقوقِ الوالِدَين ، وَ الفِرارُ مِنَ الزَّحفِ ، وَ أَكلُ مالِ اليَتيمِ ظُلما ، وَ أَكلُ المَيتَةِ وَ الدَّمِ وَ لَحمِ الخِنزيرَ ، وَ ما أُهِلَّ لِغَيرِ اللّهِ بِهِ مِن غَيرِ ضَرورَةٍ ، وَ أَكلُ الرِّبا بَعدَ البَيِّنَةِ ، وَ السُّحتُ ، وَ المَيسِرُ ، وَ القِمارُ ، وَ البَخسُ في المِكيالِ وَ الميزانِ ، وَ قَذفُ المُحصَناتِ ، وَ اللِّواطُ ، وَ شَهادَةُ الزُّورِ ، وَ اليأسُ مِن رَوحِ اللّهِ ، وَ الأَمنُ مِن مَكرِ اللّهِ ، وَالقُنوطُ مِن رَحمَةِ اللّهِ ، وَ مَعونَةُ الظَّالِمينَ وَ الرُّكونُ إِلَيهِم ، وَ اليَمينُ الغَموسُ ، وَ حَبسُ الحُقوقِ مِن غَيرِ العُسرَةِ ، وَ الكَذِبُ ، وَ الكِبرُ ، وَ الإِسرافُ ، وَ التَّبذيرُ ، وَ الخيانَةُ ، وَالاستِخفافُ بِالحَجِّ ، وَ المُحارَبَةُ لِأَولِياءِ اللّهِ تَعالى ، وَ الاشتِغالُ بِالمَلاهي ، وَ الإِصرارُ عَلى الذُّنوبِ. ۳

1.راجع : بحار الأنوار : ج۶۲ ص۹۱ ح۲۶ و ج۶۳ ص۴۸۴ ح۷ و ج۷۶ ص۱۳۴ ح۲۷ و ص۱۶۹ ح۸ ، وسائل الشيعة : ج۲۵ ص۳۳۰ ح۳۲۰۴۱.

2.راجع : بحار الأنوار : ج۶۵ ص۲۰۴ ح۲۸ و ج۶۳ ص ۳۶ ح۷.

3.عيون أخبار الرّضا عليه السلام : ج۲ ص۱۲۱ ح۱ ، بحار الأنوار : ج۱۰ ص۳۵۲ ح۱ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 93653
صفحه از 464
پرینت  ارسال به