27
مكاتيب الأئمّة ج5

العامّة والخاصّة ، وسألته أن يشرح لي ذلك . فكتب بخطّه :اتَّفَقَ الجَميعُ لا تَمانُعَ بَينَهُم ، أَنَّ المَعرِفَةَ مِن جِهَةِ الرُّؤيَةِ ضَرورَةٌ ، فإِذا جازَ أَن يُرَى اللّهُ بِالعَينِ ، وَقَعتِ المَعرِفَةُ ضَرورَةً ، ثُمَّ لَم تَخْلُ تِلكَ المَعرِفَةُ مِن أَن تَكونَ إِيمانا أَو لَيسَت بِـإِيمانٍ . فإِن كانَت تِلكَ المَعرِفَةُ مِن جِهَةِ الرُّؤيَةِ إِيمانا ، فالمَعرِفَةُ الَّتي في دار الدُّنيا مِن جِهَةِ الاكتِسابِ لَيسَت بِإِيمانٍ ؛ لِأَنَّها ضِدُّهُ ، فَلا يَكونُ في الدُّنيا مُؤمِنٌ ؛ لِأَنَّهُم لَم يَرَوا اللّهَ عَزَّ ذِكرُهُ . وَإِن لَم تَكُن تِلكَ المَعرِفَةُ الَّتي مِن جِهَةِ الرُّؤيَةِ إِيمانا ، لَم تَخْلُ هذِهِ المَعرِفَةُ الَّتي مِن جِهَةِ الاكتِسابِ أَن تَزولَ ، وَلا تَزولُ في المِعادِ ، فَهذا دَليلٌ عَلَى أَنَّ اللّهَ عز و جل لا يُرى بِالعَينِ ؛ إذِ العَينُ تُؤَدِّي إِلى ما وَصَفناهُ . 1

5

كتابه عليه السلام إلى فتح بن يزيد الجرجانيّ

في نفي التّشبيه

0.عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدّقاق رحمه الله ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكيّ ، قال : حدّثني عليّ بن العبّاس ، قال : حدّثني جعفر بن محمّد الأشعريّ ، عن فتح بن يزيد الجرجانيّ 2 ، قال : كتبت

1.الكافي : ج۱ ص۹۶ ح۳ ، التوحيد : ص۱۰۹ ح۸ وفيه «عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدّقاق رحمه الله ، قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس...» ، بحار الأنوار : ج۴ ص۵۶ ح۳۳.

2.الفتح بن يزيد أبو عبد اللّه الجرجانيّ ، أخبرنا أبو الحسن بن الجنديّ قال : حدّثنا محمّد بن همام قال : حدّثنا عبداللّه بن جعفر،عن أحمد بن أبي عبداللّه ،عن الفتح بها . هو صاحب المسائل لأبيالحسن عليه السلام ،واختلفوا أيّهم هو ؟ الرّضا أم الثّالث عليهماالسلام؟ ( راجع : رجال النجاشي : ج۱ ص۱۷۷ الرقم۸۵۱، الفهرست للطوسي : ص۲۰۱ الرقم۵۷۳ ، رجال الطوسي :ص۳۹۰ الرقم۵۷۴۱،رجال البرقي:ص۶۰ ، رجال ابن الغضائري :ص۸۴ الرقم۱۱۰) . قال السيّد الخوئي : لا ينبغي الرّيب في روايته عن الرّضا عليه السلام ، والمراد بأبي الحسن هو الرّضا عليه السلام ، بقرينة اتّحاد السند مع ما صرّح فيه بروايته عن الرّضا عليه السلام ، ويؤكّد ذلك أنّ فتح بن يزيد كان يسكن خراسان على ما يظهر من روايته في منصرفه من الحجّ إلى خراسان ، ويؤيّد ذلك بأنّ الرّوايات الواردة في التوحيد والمعارف أكثرها عن الرّضا عليه السلام ، ولكنّه مع ذلك فهو قد روي عن الهادي عليه السلام (راجع:معجم رجال الحديث :ج۱۴ ص۲۶۸ الرقم ۹۳۱۹) . وقال العلّامة : كان خارجيّا ثمّ رجع إلى التشيّع بعد أن كان بايع على الخروج وإظهار السيف ( راجع : رجال العلّامة الحلّي : ص۱۹ الرقم۳۰ ) .


مكاتيب الأئمّة ج5
26

عن يونس بن بهمن ، قال : قال يونس بن عبد الرّحمن ۱ : كتبت إلى أبي الحسن الرّضا عليه السلام سألته عن آدم عليه السلام هل كان فيه من جوهرية الرّبّ شيء؟ قال : فكتب إليّ جواب كتابي : لَيسَ صاحِبُ هذِهِ المَسأَلَةِ عَلى شَيءٍ مِن السُّنَّةِ ، زِنديقٌ . ۲

4

كتابه عليه السلام إلى محمّد بن عبيد

في نفي الرّؤية

0.أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى 3 ، عن عليّ بن سيف ، عن محمّد بن عبيد 4 ، قال : كتبت إلى أبي الحسن الرّضا عليه السلام أسأله عن الرّؤية وما ترويه

1.يونس بن عبد الرّحمن: مولى عليّ بن يقطين بن موسى ، مولى بني أسد أبو محمّد ، كان وجها متقدّما ، عظيم المنزلة ، ولد في أيّام هشام بن عبد الملك ، و رأى جعفر بن محمّد عليهماالسلام بين الصّفا و المروة و لم يرو عنه. و روى عن أبي الحسن موسى و الرّضا عليهماالسلام ، و كان الرّضا عليه السلام يشير إليه في العلم و الفتيا. و كان ممّن بُذِل له على الوقف مال جزيل و امتنع (فامتنع) من أخذه و ثبت على الحقّ. و قد ورد في يونس بن عبد الرّحمن رحمه الله مدح وذمّ . وكانت له تصانيف كثيرة أكثر من ثلاثين. وعدّه من أصحاب أبي الحسن موسى والرّضا عليهماالسلام. و قال أبو عمرو الكشّي : الفضل بن شاذان قال : حدّثني عبد العزيز بن المهتدي و كان خير قميّ رأيته و كان وكيل الرّضا عليه السلام و خاصّته فقال : إنّي سألته فقلت : إنّي لا أقدر على لقائك في كلّ وقت فعمن آخذ معالم ديني؟ فقال عليه السلام : خذ عن يونس بن عبد الرّحمن. و هذه منزلة عظيمة. و مثله رواه عن الحسن بن عليّ بن يقطين سواء. و قال في كتاب مصابيح النّور : عبد اللّه بن جعفر الحميريّ قال : قال لنا أبو هاشم داوود بن القاسم الجعفريّ رحمه الله : عرضت على أبي محمّد صاحب العسكر عليه السلام كتاب يوم و ليلة ليونس فقال لي : تصنيف من هذا؟ فقلت : تصنيف يونس مولى آل يقطين. فقال : أعطاه اللّه بكلّ حرف نورا يوم القيامة. و مدائح يونس كثيرة ليس هذا موضعها وهو من أصحاب الإجماع بل أفقههم ( راجع : رجال النجاشي : ج۲ ص۴۲۰ الرقم ۱۲۰۹ ، رجال الطوسي : ص ۳۴۶ الرقم ۵۱۶۷ ص ۲۶۶ و ص ۳۶۸ ۵۴۷۸ ، الفهرست للطوسي : ص ۲۶۶ الرقم ۸۱۳ ، رجال الكشّي : ج۲ ص ۴۵۸ الرقم ۳۵۷ وص ۴۸۹ الرقم ۴۰۱ و ص ۷۷۹ الرقم ۹۱۰ ـ ص ۷۸۸ الرقم ۹۵۴ .

2.رجال الكشّي : ج۲ ص۷۸۷ الرقم ۹۴۹ ، بحار الأنوار : ج۳ ص۲۹۲ ح۱۲ .

3.راجع : ص ۱۳۰ الرقم ۷۹ .

4.محمّد بن عبيد : والّذي ورد في التوحيد ( ص۱۰۹ ح۸ ) وبحار الأنوار ( ج۴ ص۱۰ ح۲۰ ) « محمّد بن عبيد » ، والظّاهر هو الصحيح ، بقرينة سائر الرّوايات مع اتّحادها مع ما نحن فيه من حيث السند ، فراجع : عيون أخبار الرّضا عليه السلام : ج ۱ ص۱۱۰ ح۱۳ وكتاب التوحيد للصدوق : ص۱۵۳ ح۲ ، والقصص للراوندي : ص۱۶۰ ، ولم نجد للرجل ترجمة في مصادرنا الرّجاليّة ، والظّاهر اتّحاده مع محمّد بن عبيدة الهمداني الرّاوي عن الرّضا عليه السلام ( راجع : الكافي : ج۵ ص۴۴۱ ح۷ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 93650
صفحه از 464
پرینت  ارسال به