فرقة العزاقرة :
وهي فرقة من الغلاة أتباع محمّد بن علي الشلمغاني المعروف بابن العزاقر أو العذاقر ، ۱ كان من علماء الشيعة وفقهائهم ، ۲ ويظهر أنّه كان على علاقة مع ابن الوزير ابن الفرات ، ۳ وكان من موظفي الدولة ، ۴ وادّعى في البداية النيابة الخاصة عن الإمام المهدي منازعا الحسين بن روح . ۵
ثم أحدث مذهبا غاليا يقول بالتناسخ والحلول ، ۶ وادّعى حلول روح الإله فيه ، وسمّى نفسه روح القدس ، ووضع لأتباعه كتابه سماه: «بالحاسة السادسة» صرح فيه برفع الشريعة ، ۷ وترك الصلاة والصيام وغيرها من العبادات ، ولا يتناكحون بعقد ويبيحون الفروج ، ۸ وأباح اللواط وزعم أنّه إيلاج الفاضل نوره في المفضول . ۹
وكانت حركته ترمي إلى القضاء على العباسيين والطالبيين معا ، ۱۰ وهدفه من ذلك التخلص من الحاكمين والمرشحين على السواء والتخلص من الحكومة والمعارفة الرسمية معا . ۱۱
وقد استطاع أن يكسب أنصارا من الوزراء والكتاب في البلاط العباسي ، ۱۲ فلما ظهرت منه تلك الأقاويل طلبته السلطة فهرب إلى الموصل واستتر بها ، ثم انحدر
إلى بغداد واستتر ، حتى قبض عليه الوزير ابن مقلة سنة (322 ه ) وسجنه وأخذ ابن أبي عون ، وابن عبدوس معه واحضرا معه عند الخليفة ، وامرا بصفعه فامتنعا ، فلما اُكرها مدّ ابن عبدوس ، يده وصفعه ، وأمّا ابن أبي عون؛ فإنّه مد يده إلى لحيته ورأسه فارتعدت يده ، فقبل لحية الشلمغاني ورأسه ، ثم قال إلهي وسيدي ورازقي . ۱۳
وأشار الفقهاء على الرضي بتعجيل قتلهما فصلبهما ، ثم أحرقهما بعد ذلك ، وطرح رمادهما في دجلة . ۱۴
وبموت الشلمغاني وقتل من عرفت من أصحابه اضمحلت هذه الفرقة وفنيت .
1.معجم الفرق الإسلامية : ص ۱۷۰ .
2.رجال النجاشي : ص ۳۷۸ ، الرقم ۱۰۲۹ ، الفهرست : ص ۲۲۴ ، الرقم ۶۲۷ .
3.الكامل في التاريخ : ج ۸ ص ۲۹۰ .
4.معجم الأدباء : ج ۱ ص ۲۳۵ .
5.الغيبة للطوسي : ص ۳۰۷ .
6.الكامل في التاريخ : ج ۸ ص ۲۹۰ .
7.الفرق بين الفرق : ص ۲۶۴ .
8.الكامل في التاريخ : ج ۸ ص ۲۹۳ .
9.الفرق بين الفرق : ص ۲۶۴ .
10.الكامل في التاريخ : ج ۸ ص ۲۹۴ .
11.الصلة بين التصوّف والتشيّع : ج ۲ ص ۱۷۸ .
12.سير أعلام النبلاء : ج ۴ ص ۵۶۸ ، الكامل في التاريخ: ج ۸ ص ۲۹۰ .
13.معجم الأدباء : ج ۱ ص ۲۳۵ ـ ۲۳۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۸ ص ۲۹۱ ، البداية والنهاية : ج ۱۱ ص ۲۳۰ .
14.الفرق بين الفرق : ص ۲۶۶ .