57
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

موسى عليه السلام ، ويَسُبُّهُ إذا رَآهُ ، ويَشتُمُ عَلِيّا عليه السلام ، فَقالَ لَهُ بَعضُ جُلَسائِهِ يَوما : دَعنا نَقتُل هذَا الفاجِرَ ، فَنَهاهُم عَن ذلِكَ أشَدَّ النَّهيِ ، وزَجَرَهُم أشَدَّ الزَّجرِ ، وسَأَلَ عَنِ العُمَرِيِّ ، فَذُكِرَ أنَّهُ يَزرَعُ بِناحِيَةٍ مِن نَواحِي المَدينَةِ . فَرَكِبَ ، فَوَجَدَهُ في مَزرَعَةٍ ، فَدَخَلَ المَزرَعَةَ بِحِمارِهِ ، فَصاحَ بِهِ العُمَرِيُّ : لا توطِئ زَرعَنا ! فَتَوَطَّأَهُ أبُو الحَسَنِ عليه السلام بِالحِمارِ ، حَتّى وَصَلَ إلَيهِ ، فَنَزَلَ وجَلَسَ عِندَهُ ، وباسَطَهُ وضاحَكَهُ ، وقالَ لَهُ : كَم غَرِمتَ في زَرعِكَ هذا ؟ فَقالَ لَهُ : مِئَةُ دينارٍ . قالَ : فَكَم تَرجو أن تُصيبَ فيهِ ؟قالَ : لَستُ أعلَمُ الغَيبَ . قالَ : إنَّما قُلتُ لَكَ : كَم تَرجو أن يَجيئَكَ فيهِ ؟ قالَ : أرجو فيهِ مِئَتَي دينارٍ . فَأَخرَجَ لَهُ أبُوالحَسَنِ عليه السلام صُرَّةً فيها ثَلاثُمِئَةِ دينارٍ ، وقالَ : هذا زَرعُكَ عَلى حالِهِ ، وَاللّهُ يَرزُقُكَ فيهِ ما تَرجو . فَقامَ العُمَرِيُّ فَقَبَّلَ رَأسَهُ وسَأَلَهُ أن يَصفَحَ عَن فارِطِهِ ، فَتَبَسَّمَ إلَيهِ أبُو الحَسَنِ عليه السلام وَانصَرَفَ .
وراحَ إلَى المَسجِدِ فَوَجَدَ العُمَرِيَّ جالِساً ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِ قالَ : اللّهُ أعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالاتِهِ ! فَوَثَبَ أصحابُهُ إلَيهِ فَقالوا لَهُ : ما قِصَّتُكَ ؟ قَد كُنتَ تَقولُ غَيرَ هذا ! فَقالَ لَهُم : قَد سَمِعتُم ما قُلتُ الآنَ ، وجَعَلَ يَدعو لِأَبِي الحَسَنِ عليه السلام ، فَخاصَموهُ وخاصَمَهُم .
فَلَمّا رَجَعَ أبُو الحَسَنِ إلى دارِهِ ، قالَ لِجُلَسائِهِ الَّذينَ سَأَلوهُ في قَتلِ العُمَرِيِّ : أيُّما كانَ خَيرا : ما أرَدتُم أم ما أرَدتُ ؟! إنَّني أصلَحتُ أمرَهُ بِالمِقدارِ الَّذي عَرَفتُم ، وكَفَيتُ بِهِ شَرَّهُ ! ۱

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۲۳۳ ، إعلام الورى : ج ۲ ص ۲۶ ، دلائل الإمامة : ص ۳۱۱ ، كشف الغمّة : ج ۳ ص ۱۸ كلاهما نحوه ، بحارالأنوار : ج ۴۸ ص ۱۰۲ ح ۷ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
56

8 / 8

أثَرُ الإِحسانِ إلَى المُسيءِ

۱۱۰۸۷.الطّبقات الكبرى عن سالم مولى أبي جعفر :كانَ هِشامُ بنُ إسماعيلَ يُؤذي عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ وأَهلَ بَيتِهِ ، يَخطُبُ بِذلِكَ عَلَى المِنبَرِ ويَنالُ مِن عَلِيٍّ عليه السلام ، فَلَمّا وَلِيَ الوَليدُ بنُ عَبدِ المَلِكِ عَزَلَهُ وأَمَرَ بِهِ أن يوقَفَ لِلنّاسِ . فَكانَ يَقولُ : لا وَاللّهِ ، ما كانَ أحَدٌ مِنَ النّاسِ أهَمَّ إلَيَّ مِن عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ ؛ كُنتُ أقولُ : رَجُلٌ صالِحٌ يُسمَعُ قَولُهُ فَوُقِفَ لِلنّاسِ .
فَجَمَعَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ وُلدَهُ وحامَّتَهُ ونَهاهُم عَنِ التَّعَرُّضِ . وغَدا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ مارّاً لِحاجَةٍ فَما عَرَضَ لَهُ ، فَناداهُ هِشامُ بنُ إسماعيلَ : اللّهُ أعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالاتِهِ ! ۱

۱۱۰۸۸.العدد القويّة عن الزّهريّ :خَرَجَ [عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام ] يَوماً مِنَ المَسجِدِ ، فَتَبِعَهُ رَجُلٌ فَسَبَّهُ ، فَلَحِقَهُ العَبيدُ وَالمَوالي ، فَهَمّوا بِالرَّجُلِ ، فَقالَ : دَعوهُ . ثُمَّ قالَ : ما سَتَرَ اللّهُ عَنكَ مِن أمرِنا أكثَرُ ، ألَكَ حاجَةٌ نُعينُكَ عَلَيها ؟ فَاستَحَى الرَّجُلُ ، فَأَلقى عَلِيٌّ عَلَيهِ قَميصَةً كانَت عَلَيهِ ، وأَعطاهُ ألفَ دِرهَمٍ . فَكانَ الرَّجُلُ إذا رَآهُ بَعدَ ذلِكَ يَقولُ : أشهَدُ أنَّكَ مِن أولادِ الرَّسولِ ! ۲

۱۱۰۸۹.الإرشاد عن أبي محمّد الحسن بن محمّد عن جدّه عن غير واحد من أصحابه ومشايخه :إنَّ رَجُلاً مِن وُلدِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ كانَ بِالمَدينَةِ يُؤذي أبَا الحَسَنِ

1.الطبقات الكبرى : ج ۵ ص ۲۲۰ ؛ شرح الأخبار : ج ۳ ص ۲۶۰ ح ۱۱۶۲ نحوه .

2.العدد القويّة : ص ۳۱۹ ح ۲۰ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۹۳ نحوه ، بحارالأنوار : ج ۴۶ ص ۹۹ ح ۸۷ ؛ تهذيب الكمال : ج ۲۰ ص ۳۹۷ ، تاريخ دمشق : ج ۴۱ ص ۳۹۴ كلاهما عن عبد الغفّار بن القاسم ، مطالب السوؤل : ص ۹۵ عن طاووس بن كيسان .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 114344
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي