361
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

تطبيقها على إحدى البيعات التي تمّت في عهد النبي صلى الله عليه و آله . ۱
كما ربطت بعض الآيات بموضوع «البيعة» ، دون أن تستخدم فيها لفظة خاصّة تدلّ على «البيعة» ، وذلك عن طريق شأن النزول ۲ أو بعض الروايات . ۳

البيعة في سيرة النبيّ صلى الله عليه و آله

نُسخت السنن الخاطئة التي كانت سائدة في الجاهلية على أساس تعاليم الوحي تزامناً مع بعثة خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله ونزول القرآن ، وأمّا السنن الحسنة فقد تمّ تأييدها ۴ . وكانت سنّة البيعة من بين تلك السنن الحسنة التي كان بإمكان المجتمع استغلالها بعد إجراء بعض التعديلات عليها بهدف تأمين حقوق الناس ، ولذلك فقد حظيت بتأييد النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله وانعكست في القرآن والسيرة النبويّة .
وأمّا البيعات التي تمّت في عهد النبي صلى الله عليه و آله فهي :

1 . بيعة الإسلام

أوّل بيعة تمّت مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وبها بدأ انتشار الدين الإسلامي ، هي بيعة الإمام علي عليه السلام وخديجة عليهاالسلام ، وقد جاء في رواية أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال لهما :
إنَّ جَبرَئيلَ عِندي يِدعوكُما إلى بَيعَةِ الإِسلامِ فَأَسلِما تَسلَما ، وأَطيعا تُهدَيا ! فَقالا : فَعَلنا وأَطَعنا يا رَسولَ اللّهِ . ۵
وكما جاء في هذه الرواية ، فإنّ البيعة الاُولى التي تحقّقت في السيرة النبويّة

1.راجع : النحل : ۹۵ ، المائدة : ۷ و ۱۴ .

2.راجع : المائدة : ۶۷ .

3.راجع : دائرة المعارف قرآن كريم ( بالفارسية ) : ج ۶ ص ۳۰۹ .

4.راجع : موسوعة العقائد الإسلامية (المعرفة) : ج ۲ ( الفصل الخامس : الجاهلية الاُولى ) .

5.راجع : ص ۳۷۳ ح ۱۱۳۶۳ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
360

للقبيلة أو قائد عسكري ، أو التعبير عن الوفاء لهؤلاء ، حيث كانت تتمّ بأشكالٍ مختلفة .
ومن أهمّ البيعات التي يمكن الإشارة إليها قبل الإسلام ، بيعة قريش وبني كنانة مع قصيّ بن كلاب لإخراج خزاعة وبني بكير من مكّة . ۱

«البيعة» في الكتاب والسنّة

ورد مفهوم «البيعة» في القرآن خمس مرّات وفي ثلاث آيات صريحة ، وقد وردت جميعا بصيغة المفاعلة ۲ . كما جاء موردٌ آخر من هذا الباب في القرآن الكريم ، وهو كنظائره الاُخرى مستعمل بمعنى بيع الجنّة في مقابل بذل الروح والمال من قبل المؤمنين :
«إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَ أَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِى التَّوْرَاةِ وَ الْاءِنجِيلِ وَ الْقُرْءَانِ وَ مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِى بَايَعْتُم بِهِ وَ ذَ لِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» . ۳
وفي الحقيقة فإنّ مبايعة النبيّ وخلفائه هي مبايعة مع اللّه ۴ ، والشخص الذي يعقد معهم عهد الطاعة فإنّه يكون في الحقيقة قد وقع على أكثر الصفقات ربحاً . ۵
وقد جاءت في القرآن تعابير اُخرى ، مثل «العهد» «العقد» و«الميثاق» التي هي بمعنى مطلق المعاهدة ، استُخدمت للتعبير عن «البيعة» أحياناً ، أو فُسّرت بها ، أو تمّ

1.راجع : دانش نامه جهان إسلام (بالفارسية) .

2.راجع : الفتح : ۱۰ و ۱۸ ، الممتحنة : ۱۲ .

3.التوبة : ۱۱۱ .

4.راجع : الفتح : ۱۰ .

5.راجع : الفتح : ۱۰ و ۱۸ ، التوبة : ۱۱۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 115238
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي