127
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

اليَومَ ، فَمَكَثوا بِذلِكَ ما شاءَ اللّهُ .
ثُمَّ إنَّهُم عَتَوا عَلَى اللّهِ ، ومَشى بَعضُهُم إلى بَعضٍ وقالوا : اِعقِرُوا هذِهِ النّاقَةَ وَاستَريحوا مِنها ، لا نَرضى أن يَكونَ لَنا شِربُ يَومٍ ولَها شِربُ يَومٍ ، ثُمَّ قالوا : مَنِ الَّذي يَلي قَتلَها ونَجعَلَ لَهُ جُعلاً ۱ ما أحَبَّ؟ فَجاءَهُم رَجُلٌ أحمَرُ ... شَقِيٌّ مِنَ الأَشقِياءِ مَشؤومٌ عَلَيهِم ، فَجَعَلوا لَهُ جُعلاً ، فَلَمَّا تَوَجَّهَتِ النّاقَةُ إلَى الماءِ الَّذي كانَت تَرِدُهُ ، تَرَكَها حَتّى شَرِبَتِ الماءَ وأَقبَلَت راجِعَةً ، فَقَعَدَ لَها في طَريقِها فَضَرَبَها بِالسَّيفِ ضَربَةً فَلَم تَعمَل شَيئاً ، فَضَرَبَها ضَربَةً اُخرى فَقَتَلَها ، وخَرَّت إلَى الأَرضِ عَلى جَنبِها ، وهَرَبَ فَصيلُها حَتّى صَعِدَ إلَى الجَبَلِ ، فَرَغى ثَلاثَ مَرّاتٍ إلَى السَّماءِ ، وأَقبَلَ قَومُ صالِحٍ، فَلَم يَبقَ أحَدٌ مِنهُم إلّا شَرِكَهُ في ضَربَتِهِ ، وَاقتَسَموا لَحمَها فيما بَينَهُم ، فَلَم يَبقَ مِنهُم صَغيرٌ ولا كَبيرٌ إلّا أكَلَ مِنها .
فَلَمّا رَأى ذلِكَ صالِحٌ أقبَلَ إلَيهِم فَقالَ : يا قَومِ! ما دَعاكُم إلى ما صَنَعتُم ؟ أعَصَيتُم رَبَّكُم ؟
فَأَوحَى اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى إلى صالِحٍ عليه السلام : إنَّ قَومَكَ قَد طَغَوا وبَغَوا ، وقَتَلوا ناقَةً بَعَثتُها إلَيهِم حُجَّةً عَلَيهِم ، ولَم يَكُن عَلَيهِم فيها ضَرَرٌ ، وكانَ لَهُم مِنها أعظَمُ المَنفَعَةِ ، فَقُل لَهُم : إنّي مُرسِلٌ عَلَيكُم عَذابي إلى ثَلاثَةِ أيّامٍ ، فَإِن هُم تابوا ورَجَعوا قَبِلتُ تَوبَتَهُم وصَدَدتُ عَنهُم ، وإن هُم لَم يَتوبوا ولَم يَرجِعوا بَعَثتُ عَلَيهِم عَذابي فِي اليَومِ الثَّالِثِ .
فَأَتَاهُم صالِحٌ عليه السلام فَقالَ لَهُم : يا قَومِ ، إنّي رَسولُ رَبِّكُم إلَيكُم ، وهُوَ يَقولُ لَكُم :

1.الجُعلُ : الاُجرَةُ على الشيء فعلاً أو قولاً (النهاية : ج ۱ ص ۲۷۶ «جعل») .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
126

النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِى دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّى وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لَاتُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ » . ۱

راجع : هود : 61 ـ 68 .

الحديث

۱۱۱۴۱.الكافي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :قُلتُ لَهُ : « كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ * فَقَالُواْ أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّـا إِذًا لَّفِى ضَلَالٍ وَ سُعُرٍ * أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ » ؟ قالَ : هذا كانَ بِما كَذَّبوا بِهِ صالِحاً ، وما أهلَكَ اللّهُ عز و جلقَوماً قَطُّ حَتّى يَبعَثَ إلَيهِم قَبلَ ذلِكَ الرُّسُلَ فَيَحتَجُّوا عَلَيهِم ، فَبَعَثَ اللّهُ إلَيهِم صالِحاً ، فَدَعاهُم إلَى اللّهِ فَلَم يُجيبوا وعَتَوا عَلَيهِ ، وقالوا : لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّى تُخرِجَ لَنا مِن هذِهِ الصَّخرَةِ ناقَةً عُشَراءَ ۲ ، وكانَتِ الصَّخرَةُ يُعَظِّمُونَها ويَعبُدونَها ويُذَبِّحونَ عِندَها في رَأسِ كُلِّ سَنَةٍ ، ويَجتَمِعونَ عِندَها ، فَقالوا لَهُ : إن كُنتَ كَما تَزعُمُ نَبِيّاً رَسولاً فَادعُ لَنا إلهَكَ حَتّى يُخرِجَ ۳ لَنا مِن هذِهِ الصَّخرَةِ الصَّمّاءِ ناقَةً عُشَراءَ . فَأَخرَجَهَا اللّهُ كَما طَلَبوا مِنهُ .
ثُمَّ أوحَى اللّهُ تَبارَكَ وتَعَالى إلَيهِ : أن يا صالِحُ ، قُل لَهُم إنَّ اللّهَ قَد جَعَلَ لِهذِهِ النّاقَةِ مِنَ الماءِ شِربَ يَومٍ ولَكُم شِربَ يَومٍ ، وكانَتِ النّاقَةُ إذا كانَ يَومُ شِربِها شَرِبَتِ الماءَ ذلِكَ اليَومَ ، فَيَحلُبونَها فَلا يَبقى صَغيرٌ ولا كَبيرٌ إلّا شَرِبَ مِن لَبَنِها يَومَهُم ذلِكَ ، فَإِذا كانَ اللَّيلُ وأَصبَحوا غَدَوا إلى مائِهِم فَشَرِبوا مِنهُ ذلِكَ اليَومَ ولَم تَشرَبِ النّاقَةُ ذلِكَ

1.الأعراف : ۷۳ ـ ۷۹

2.ناقَةٌ عُشَراء : أتى على حَملِها عشرة أشهر (المصباح المنير : ص ۴۱۱ «عشر») .

3.في المصدر : «تخرج» ، والتصويب من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 114380
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي