129
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

على ولادة السيّد المسيح عليه السلام ، فقد ظلّ التقويم على ما كان عليه سابقا ، وهو تاريخ مدينة روما الأُسطوريّة ، وعلى أساس التعديل الذي أجراه «جولين» عليه .
وبقي التّقويم الرُّومي يعتمد على هذا الأساس ، إلى أن انتهى عهد «أوغست» و «دقيانوس» وبدأ عهد «ديوكليسين» في عام «560 م» .
وفيهذا الوقت اقترح القسُّ«ديونيسيوس أكزيكوس ۱ ـ Dionysius Exiguus» ـ بعد «759» عاما على بناء مدينة روما ـ أن يجعل المسيحيون تقويمهم على أساس ولادة نبيّهم عيسى عليه السلام ، والهدف الباعث له على ذلك ، هو أنَّ التقويم القائم على تاريخ مدينة روما الاُسطورية ، فيه إحياء لذكرى شخصيّات ظالمة من إمبراطورات روما ، فرأى هذا القسّ أن تذكر شخصية عيسى عليه السلام بدل اُولئك الظالمين ، فجعل مبدأ التّاريخ المسيحي هو ولادة السيّد المسيح عليه السلام ، فاعتمدته الكنيسة ، وطلبت من جميع المسيحيين العمل به .
وكانت نتيجة الحسابات التي أجراها ، أن كانت سنة «247» الدقيانوسية ، مقابلةً لسنة «525» الميلادية .
ثمّ جعل بداية العام الميلادي يوم «5» مارس ، بناءً على اقتراح دينس ، وبهذا تكون بداية السَّنة بعد مضي «7» أيّام على ولادة السيّد المسيح عليه السلام ، وبمرور الزمن تغيّر ذلك ، فصارت بداية السنة أوّل شهر مارس ، وأصبح العيد المسيحي المقدّس بين «25» ديسمبر وبين الأوّل من يناير ۲ . ۳

1.في عهد هذا الإمبراطور اُقيم حفل بمناسبة مرور ألف عام على بناء روما ، وذلك في سنة ۲۸۹ للميلاد . راجع : تقويم وتاريخ در إيران ، إيران كوده (بالفارسية) ، العدد ۱۰ ص ۷۲ .

2.تقويم وتقويم نگارى در تاريخ (بالفارسيّة) : ص ۱۰۷ و ۱۰۸ .

3.يعتقد بعض المحقّقين وجود شخصين باسم عيسى في التّاريخ . الأوّل : «عيسى المصلوب» والآخر «عيسى غير المصلوب» وبينهما أكثر من خمسة قرون . والتّاريخ الميلادي لا يتطابق مع أي واحد منهما ، لأنّ المسيح غير المصلوب يتقدّم على التّاريخ الميلادي ۲۵۰ عاما ، والمسيح المصلوب يتأخّر ۲۹۰ عاما على هذا التّاريخ (راجع : الميزان في تفسير القرآن : ج ۳ ص ۳۱۴) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
128

اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعلى جميع أنبيائه ورسله .
وأرَّخ بنو إسماعيل من نار إبراهيم إلى بناء البيت ، حتّى بناه إبراهيم وإسماعيل . ثمّ أرَّخ بنو إسماعيل من بنيان البيت حتّى تفرّقت مَعَدُّ ، فكان كلّما خرج قوم من تهامة أرَّخوا مخرجهم ، ومن بقي من تهامة من بني إسماعيل يؤرِّخون خروج مَعَدٍّ ونَهْدٍ وجُهينَةَ ـ من بني زيد ـ من تهامة ، حتّى مات كعب بن لؤي إلى الفيل ، فكان التّاريخ من الفيل حتّى أرَّخ عمربن الخطّاب من الهجرة، وذلك سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة. ۱
والمسعودي يقول :
لم يزل مَن وَصَفنا من قبائل العرب يؤرِّخون بالاُمور المشهورة : من موت رؤسائهم ، ووقائع وحروب كانت بينهم ، إلى أن جاء اللّه بالإسلام فأجمع المسلمون على التّاريخ من الهجرة . ۲
وهكذا بتطوّر الثقافة والعلم ، انساقت مسيرة كتابة التّاريخ نحو التوحّد والتعميم ، فأضحى التّاريخ الميلاديّ عالميّا ، وغدا التّاريخ الهجريّ في العالم الإسلاميّ رسميّا ، ولا بأس ـ بهذه المناسبة ـ أن نشير باختصار ، إلى اُسس التقاويم : الميلاديّوالهجريّ القمريّ والهجريّ الشمسيّ .

مبدأ التقويم الميلادي

إنّ أساس التقويم الذي يعتمده عالَمنا اليوم قائم على ولادة السيّد المسيح عليه السلام ، علما أنّ عيسى عليه السلام ـ كما نعلم ـ قد ولد في مدينة بيت لحم ، في زمن امبراطوريّة «أوغست» ملك الرُّوم المعروف .
ولابدَّ من الإشارة إلى أنّ العمل بهذا التقويم لم يتمّ إلّا بعد مرور قرون عديدة

1.تاريخ دمشق : ج ۱ ص ۳۴ ، تاريخ الطبري : ج ۱ ص ۱۹۳ وليس فيه ذيله من «وأرّخ بنو إسماعيل ...» .

2.التنبيه والإشراف : ص ۱۷۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 169657
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي