437
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

مؤدّبٍ ومربٍّ ، وقد سئل عيسى عليه السلام عمّن أدّبه فقال :
ما أدَّبَني أحَدٌ ، رَأَيتُ قُبحَ الجَهلِ فَجانَبتُهُ. ۱
وعدم رعاية الأدب في القول والعمل يعود إلى الجهل ، فالعقل يدعو الإنسان إلى رعاية القيم التي تصون الهويّة الإنسانيّة ، من هنا يقول الإمام عليّ عليه السلام :
حَسبُ المَرءِ ... مِن أدَبِهِ ألّا يَترُكَ ما لا بُدَّ لَهُ مِنهُ. ۲
فالمؤمنون الملتزمون يجب أن تكون أقوالهم وأفعالهم مؤطّرة بالأدب ، فقد وصف رسول اللّه صلى الله عليه و آله المؤمن بقوله :
حَرَكاتُهُ أدَبٌ. ۳

ب ـ تجسيد القيم الدّينيّة

إنّ القيم الدينيّة عبارة عمّا أراد اللّه تعالى من الإنسان أن يفعله على نحو الوجوب أو الاستحباب ، وإلى هذا المعنى تشير بعض نصوص الحديث مثل : «أنَا أديبُ اللّهِ وعَلِيٌّ أديبي ۴ » و«إنَّ اللّهَ أدَّبَ نَبِيَّهُ عَلى مَحَبَّتِهِ ۵ » و«إنَّ المُؤمِنَ يَأخُذُ بِأدَبِ اللّهِ ۶ » . فالقيم الإلهيّة تتجسّد فيما يصدر عن قادة الإسلام وأتباعهم من قول وفعل .
وهاهنا لابدّ من التأكيد على مسألتين :
الاُولى : إنّ القيم العقليّة والشرعيّة تلتقي بالتحليل الدقيق في نقطة واحدة . روي

1.. راجع : ص ۴۴۸ ح ۷۸۲ .

2.. راجع : ص ۴۴۹ ح ۷۹۰ .

3.. راجع : ص ۴۴۹ ح ۷۸۷ .

4.. راجع : ص ۴۵۰ ح ۷۹۱ .

5.. راجع : ص ۴۵۰ ح ۷۹۲ .

6.. راجع : ص ۴۵۰ ح ۷۹۴ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
436

والأديب هو الفنّان الذي يقدّم عملاً جميلاً مستساغا ، ولذا قيل في تعريف علم الأدب : هو علم يُحترَز به عن الخَطل في الكلام لفظا وكتابةً ۱ ، بل الأدب يشمل مطلق العلوم والمعارف ۲ أيضا . إذ إنّ العلم يشكّل رصيدا قيّما لجمال العمل وعلوّ شأنه ، فلا يمكن لغير العالم أن يكون فنّانا حاذقا .

الأدب في القرآن والحديث

لم ترد كلمة الأدب في القرآن الكريم ، وإن كان مؤدّاها موضع اهتمام الكتاب العزيز في موارد عديدة ، غير أنّها وردت في الأحاديث الإسلاميّة في موارد كثيرة ، باعتبارها أصلاً ثقافيّا وأخلاقيّا واجتماعيّا هامّا . يقول الإمام عليّ عليه السلام :
لِكُلِّ أمرٍ أدَبٌ. ۳
ولعلّ أبرز ما يمكن تبيينه في أحاديث الأدب :

1 . معنى الأدب

وردت كلمة الأدب في الأحاديث الإسلاميّة بعدّة معانٍ :

أ ـ تجسيد القيم الفطريّة والعقليّة والاجتماعيّة

يقول الإمام عليّ عليه السلام مشيرا إلى هذا المعنى :
كَفاكَ أدَبا لِنَفسِكَ اجتِنابُ ما تَكرَهُهُ مِن غَيرِكَ. ۴
إنّ اجتناب ما يكرهه الإنسان من غيره يجسّد القيم الفطريّة والعقليّة والاجتماعيّة في القول والفعل ، فمن يلتزم برعاية هذه القيم لم يعد يحتاج إلى

1.. راجع : المنجد : ص ۵ .

2.. راجع : المصدر السابق .

3.. غرر الحكم : ج ۵ ص ۱۳ ح ۷۲۸۰ .

4.. راجع : ص ۴۴۷ ح ۷۷۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 284473
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي