الفصل السادس : صفات أفضل الإخوان في اللّه

۷۷۱.الإمام عليّ عليه السلامـ وقَد قامَ إلَيهِ رَجُلٌ مِن أصحابِهِ فَقالَ : نَهيتَنا عَنِ الحُكومَةِ ثُمَّ أمَرتَنا بِها ، فَلَم نَدرِ أيُّ الأَمرَينِ أرشَدُ؟ فَصَفقَ عليه السلام إحدى يَدَيهِ عَلَى الاُخرى ثُمَّ قالَ ـ :... أينَ القَومُ الَّذينَ دُعوا إلَى الإِسلامِ فَقَبِلوهُ ، وقَرَؤُوا القُرآنَ فَأَحكَموهُ ، وهيجوا إلَى الجِهاد فَوَلِهوا وَلَهَ اللِّقاحِ ^۱ إلى أولادِها ، وسَلَبُوا السُّيوفَ أغمادَها ، وأخَذوا بِأَطرافِ الأَرضِ زَحفا زَحفا، وصَفّا صَفّا، بَعضٌ هَلَكَ وبَعضٌ نَجا ، لا يُبَشَّرونَ بِالأَحياءِ ، ولا يُعزَّونَ عَنِ المَوتى (القَتلى)، مُرهُ ^۲ العُيونِ مِنَ البُكاءِ ، خُمصُ ^۳ البُطونِ مِنَ الصِّيامِ، ذُبُلُ الشِّفاهِ مِنَ الدُّعاءِ ، صُفرُ الأَلوانِ مِن السَّهَرِ ، عَلى وُجوهِهِم غَبَرَةُ الخاشِعينَ، اُولئِكَ إخوانِيَ الذّاهِبونَ ، فَحَقَّ لَنا أن نَظمَأ إلَيهِم ونَعَضَّ الأَيدِيَ عَلى فِراقِهِم. ^۴

۷۷۲.نهج البلاغة :رُوِيَ عَن نَوفٍ البِكالِيِّ قالَ : خَطَبَنا بِهذِهِ الخُطبَةِ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيٌّ عليه السلام بِالكوفَةِ وهُوَ قائِمٌ عَلى حِجارَةٍ ، نَصَبَها لَهُ جَعدَةُ بنُ هُبَيرَةَ المَخزومِي ،

ألا يَعرِفُ خَيلَهُ؟
قالوا : بَلى ، يا رَسولَ اللّهِ .
قالَ : فَإِنَّهُم يَأتونَ غُرّاً مُحَجَّلينَ مِنَ الوُضوءِ ، وأنَا فَرَطُهُم عَلَى الحَوضِ ^۱ . ألا لَيُذادَنَّ ^۲ رِجالٌ عَن حَوضي كَما يُذادُ البَعيرُ الضّالُّ ، اُناديهِم : ألا هَلُمَّ! فَيُقالُ : إنَّهُم قَد بَدَّلوا بَعدَكَ . فَأَقولُ : سُحقا سُحقا . ^۳

۷۶۹.حلية الأولياء عن ابن عمر عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَا اختَلَطَ حُبّي بِقَلبِ عَبدٍ فَأَحَبَّني إلّا حَرَّمَ اللّهُ جَسَدَهُ عَلَى النّارِ .
ثُمَّ قالَ : لَيتَني أرى إخواني وَرَدوا عَلَى الحَوضِ ، فَأَستَقبِلَهُم بِالآنِيَةِ فيهَا الشَّرابُ فَأَسقِيَهُم مِن حَوضي قَبلَ أن يَدخُلُوا الجَنَّةَ .
فَقيلَ لَهُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أوَلَسنا إخوانَكَ؟
قالَ : أنتُم أصحابي ، وإخواني مَن آمَنَ بي ولَم يَرَني ، إنّي سَأَلتُ رَبّي أن يُقِرَّ عَيني بِكُم وبِمَن آمَنَ بي ولَم يَرَني . ^۴

۷۷۰.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ في وَصفِ إخوانِهِ الَّذينَ يَأتونَ مِن بَعدِهِ ـ :لَو أنَّ أحَدا مِنهُم يُسَبِّحُ تَسبيحَةً خَيرٌ لَهُ مِن أن يَصيرَ لَهُ جِبالُ الدُّنيا ذَهَبا ، ونَظرَةٌ إلى واحِدٍ مِنهُم أحَبُّ إلَيَّ مِن نَظرَةٍ إلى بَيتِ اللّهِ الحَرام ، ولَو أنَّ أحَدا مِنهُم يَموتُ في شِدَّةٍ بَينَ أصحابِهِ لَهُ أجرُ مَقتولٍ بَينَ الرُّكن وَالمَقام ، ولَهُ أجرُ مَن يَموتُ في حَرَمِ اللّه ، ومَن ماتَ في حَرَمِ اللّهِ آمَنَهُ اللّهُ مِنَ الفَزَعِ الأَكبَرِ ، وأدخَلَهُ الجَنَّةَ . ^۵