25
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

الدارسين مع الكتاب وترحيب الباحثين به بحماس ، ليس في إيران وحدها ، بل على مستوى العالم الإسلامي أيضاً ، على النحو الذي تكرّر فيه طبع الكتاب بنصّه العربي عشر مرّات حتّى الآن موزّعة بين إيران ولبنان ، فضلاً عن ثلاث طبعات تجمع بين النصّ العربي والترجمة الفارسية ، كما طُبع النصّ العربي في الباكستان مع ترجمته باللغة الاُرديّة ۱ ، مضافاً إلى أنّه تمّ تلخيص الكتاب وطبعه ونشره ، والذي حظي هو الآخر بإقبال واسع حتّى اُعيد طبعه عدّة مرّات . ۲
في الوقت الذي يعدّ هذا الترحيب الذي حظي به الكتاب من لدن الدارسين والباحثين والمعنيين لا نظير له إذا ما قورن بحجم الكتاب وضخامته ؛ فإنّه جاء يؤكّد الرأي الذي يفيد بأنّ هناك حاجة ماسّة في العصر الحاضر إلى المؤلّفات التي تيسّر السبيل إلى تعريف الجيل الجديد بمعارف الإسلام الأصيل ، وتضع بين يديه تعاليم أهل البيت عليهم السلام ، من خلال وسائل مبتكرة وأساليب سهلة ميسّرة ، ومن ثَمَّ تُضاعِف هذه الحقيقة مسؤوليّة العلماء الملتزمين والباحثين الجادّين .

بركات «ميزان الحكمة»

وَعَدْتُ القرّاء في مقدّمة ميزان الحكمة قائلاً :
وسأبذل قصارى جُهدي مستقبلاً لإكمال ما بدأته لو كان لي حظّ في الحياة مستعينا باللّه .
وبعد أن نُشر الكتاب وحظي بما حظي به من ترحاب مشهود ، رحتُ أعمل تدريجياً على إنجاز الوعد الذي قطعته على نفسي . أمّا المقدّمات التي كان يتطلّبها

1.ترجمت هذه المجموعة إلى اللغة التركيّة أيضا .

2.. ترجم هذا الكتاب حتّى الآن إلى اللغات التالية : الفارسية ، الانجليزية ، الفرنسية ، المالائية ، البوسنية ، الروسية ، الكردية ،الاسطنبولية والآذرية .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
24

أن تلبّي حاجات المجتمع المعاصر ، ولم يعد بمقدورها أن ترقى إلى متطلّباته الملحّة .
من جهة اُخرى ، لم يكن من اليسير عليَّ وقتئذٍ تأليف موسوعة تتكوّن من القرآن والحديث تستجيب لمتطلّبات المجتمع المعاصر في مختلف المجالات العلمية والثقافية ؛ إذ لم تكن هذه بالمهمّة السهلة تلك الأيّام ، وربّما كانت أشبه ما تكون بالرؤيا منها إلى الواقع ، لكن جاذبية الكلام الإلهي وكلام أهل بيت النبيّ وما ينطويان عليه من حلاوة وطلاوة ، دفعاني ـ رغم بضاعتي المزجاة ـ إلى أن أخوض غمار هذه التجربة بإرادة ثابتة ، وأتحرّك في طريق تحقيق هذا الهدف الكبير بكلّ ما اُوتيت من قوّة وبعزيمة لا تلين .

بدء تأليف «ميزان الحكمة»

في عام 1388 ه . ق عندما كنت في معتقل مدينة مشهد لمدّةٍ قصيرة بتهمة مناهضة النظام الملكي البائد والعمل ضدّه ، قرّرتُ أن أستثمر الفرصة المتاحة وأن اُصنّف ما يلفت نظري وما يروق لي من أحاديث في مختلف المجالات ، تصنيفاً موضوعيّاً ، وقد مثّلت تلك اللحظة نقطة الانطلاق والبداية الواقعية لتأليف كتاب ميزان الحكمة من دون أن أعرف بأنّني سأختار مثل هذا الاسم للكتاب ، ثُمّ أصبحتُ أكثر مضيّاً وعزماً على مواصلة العمل وإدامته بعد أن خرجتُ من السجن ـ على التفصيل الذي ذكرته في مقدّمته ـ إلى أن تمّ العمل بعون اللّه وقوّته في ليلة القدر الموافق للثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1405ه ق .

ترحيب الباحثين

على الرغم ممّا ذكرته في مدخل ميزان الحكمة بقولي : «ورغم كلّ الصعوبات الّتي عانيتها في إعداد هذا الكتاب ، ما زلت في منتصف الطريق ولم اُدرك ـ بعد ـ الغاية الّتي كنت أتوخّاها» ، بيد أنّ الحاجة إلى هذا الضرب من التأليف أدّى إلى تفاعل

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 284544
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي