أن تلبّي حاجات المجتمع المعاصر ، ولم يعد بمقدورها أن ترقى إلى متطلّباته الملحّة .
من جهة اُخرى ، لم يكن من اليسير عليَّ وقتئذٍ تأليف موسوعة تتكوّن من القرآن والحديث تستجيب لمتطلّبات المجتمع المعاصر في مختلف المجالات العلمية والثقافية ؛ إذ لم تكن هذه بالمهمّة السهلة تلك الأيّام ، وربّما كانت أشبه ما تكون بالرؤيا منها إلى الواقع ، لكن جاذبية الكلام الإلهي وكلام أهل بيت النبيّ وما ينطويان عليه من حلاوة وطلاوة ، دفعاني ـ رغم بضاعتي المزجاة ـ إلى أن أخوض غمار هذه التجربة بإرادة ثابتة ، وأتحرّك في طريق تحقيق هذا الهدف الكبير بكلّ ما اُوتيت من قوّة وبعزيمة لا تلين .
بدء تأليف «ميزان الحكمة»
في عام 1388 ه . ق عندما كنت في معتقل مدينة مشهد لمدّةٍ قصيرة بتهمة مناهضة النظام الملكي البائد والعمل ضدّه ، قرّرتُ أن أستثمر الفرصة المتاحة وأن اُصنّف ما يلفت نظري وما يروق لي من أحاديث في مختلف المجالات ، تصنيفاً موضوعيّاً ، وقد مثّلت تلك اللحظة نقطة الانطلاق والبداية الواقعية لتأليف كتاب ميزان الحكمة من دون أن أعرف بأنّني سأختار مثل هذا الاسم للكتاب ، ثُمّ أصبحتُ أكثر مضيّاً وعزماً على مواصلة العمل وإدامته بعد أن خرجتُ من السجن ـ على التفصيل الذي ذكرته في مقدّمته ـ إلى أن تمّ العمل بعون اللّه وقوّته في ليلة القدر الموافق للثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1405ه ق .
ترحيب الباحثين
على الرغم ممّا ذكرته في مدخل ميزان الحكمة بقولي : «ورغم كلّ الصعوبات الّتي عانيتها في إعداد هذا الكتاب ، ما زلت في منتصف الطريق ولم اُدرك ـ بعد ـ الغاية الّتي كنت أتوخّاها» ، بيد أنّ الحاجة إلى هذا الضرب من التأليف أدّى إلى تفاعل