11 . السَّيِّدُ سُلَيمانُ الحِلِّيُّ ۱
۳۰۷۹.أعيان الشيعة :السَّيِّدُ سُلَيمانُ بنُ داوودَ الحِلِّيُّ . . . مِن شِعِرهِ فِي الحُسَينِ عليه السلام :
أرَى العُمرَ في صَرفِ الزَّمانِ يَبيدُويَذهَبُ لكِن ما نَراهُ يَعودُ
فَكُن رَجُلاً إن تُنضَ أثوابُ عَيشِهِرِثاثا فَثَوبُ الفَخرِ مِنهُ جَديدُ
وإِيّاكَ أن تَشرِي الحَياةَ بِذِلَّةٍهِيَ المَوتُ وَالمَوتُ المُريحُ وُجودُ
وغَيرُ فَقيدٍ مَن يَموتُ بِعِزَّةٍوكُلُّ فَتَىً بِالذُّلِّ عاشَ فَقيدُ
لِذاكَ نَضا ثَوبَ الحَياةِ ابنُ فاطِمٍوخاضَ عُبابَ المَوتِ وهوَ فَريدُ
ولاقى خَميسا يَملأُ الأَرضَ زَحفُهُبِعَزمٍ لَهُ السَّبعُ الطِّباقُ تَميدُ
ولَيسَ لَهُ مِن ناصِرٍ غَيرَ نَيِّفٍوسَبعينَ لَيثا ما هُناكَ مَزيدُ
سَطَت وأَنابيبُ الرِّماحِ كَأَنَّهاأجامٌ۲وهُم تَحتَ الرِّماحِ اُسودُ
تَرى لَهُمُ عِندَ القِراعِ تَباشُراكَأَنَّ لَهُم يَومَ الكَريهَةِ عيدُ
وما بَرِحوا يَوما عَنِ الدّينِ وَالهُدىإلى أن تَفانى جَمعُهُم واُبيدوا
ويَسطو العَفَرنى۳حينَ اُفرِدَ صَولَةًاُبيدَ بِها لِلظّالِمينَ عَديدُ
وقَد كادَ يُفنيهِم ولكِنََّما القَضاعَلى عَكسِ ما يَهوَى الهُدى ويُريدُ
فَأَصمى فُؤادَ الدّينِ سَهمُ مَنِيَّةٍفَهَدَّ بِناءَ الدّينِ وهوَ مَشيدُ
بِنَفسي تَريبَ الخَدِّ مُلتَهِبَ الحَشاعَلَيهِ المَواضي رُكَّعٌ وسُجودُ
بِنَفسي قَتيلَ الطَّفِّ مِن دَمِ نَحرِهِغَدا لِعُطاشَى الماضِياتِ وُرودُ
بِنَفسِيَ رَأسُ الدّينِ تَرفَعُ رَأسَهُرَفيعُ العَوالِي السَّمهَرِيَّةِ ميدُ
تُخاطِبُهُ مَقروحَةَ القَلبِ زَينَبٌفَتَشكو لَهُ أحوالَها وتُعيدُ
أخي كَيفَ تَرضى أن نُساقَ حَواسِراويَطمَعَ فينا شامِتٌ وحَسودُ۴
1.السيّد سليمان بن داوود بن سليمان بن داوود بن حيدر بن أحمد بن محمود الحسيني الحلّي ، والد السيّد حيدر الحلّي الشاعر المشهور . توفّي سنة (۱۲۴۷ ه) بالحلّة ، ودُفن في النجف . كان أديبا شاعراً ، شريف النفس عالي الهمّة وقورا ، له إلمام ببعض العلوم ، وله اُرجوزة في النحو ( راجع : أعيان الشيعة : ج ۷ ص ۲۹۷ وأدب الطفّ : ج ۶ ص ۲۸۰ ) .
2.الأجمة : منبت الشجر كالغيضة ، وهي الآجام (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۸ «أجم») .
3.العَفَرنى : الأسد ، سمّي بذلك لشدّته (لسان العرب : ج ۴ ص ۵۸۷ «عفر») .
4.أعيان الشيعة : ج ۷ ص ۲۹۷ ، الدرّ النضيد : ص ۱۳۵ ، أدب الطفّ : ج ۶ ص ۲۷۸ .