195
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7

2 . الشَّيخُ عَبدُ المُنعِمِ الفَرطوسِيُّ النَجَفِيُّ ۱

۳۱۷۸.يوم الحسين ـ مِن قَصيدَةٍ لِلشَّيخِ عَبدِ المُنعِمِ الفَرطوسِيِّ ـ :
ومُرضِعَةٍ هَبَّت بِها لِرَضيعِهاعَواطِفُ اُمٍّ اُثكِلَت طِفلَها صَبرا

رَأَت مَهدَهُ بِالحُزنِ يَطفَحُ بَعدَهُوَقَد كانَ فيهِ قَبلُ يَطفَحُ بِالبُشرى
وأَثقَلَ ثَديَيها مِنَ الدَّرِّ خالِصٌعَلى طِفلِها فيهِ تَعَوَّدَتِ الدَّرّا
فَخَفَّت إلى مَثوَى الرَّضيعِ لَعَلَّهاتَرى رَمَقا فيهِ يُغَذّى بِما دَرّا
فَلَم تَرَ إلّا جُثَّةً فَوقَ مَذبَحٍبِها عَلِقَ السَّهمُ الَّذي ذَبَحَ النَّحرا
فَحَنَّت وأَحنَت فَوقَهُ مِن تَعَطُّفٍأضالِعَها ظِلّاً تَقيهِ بِهِ الحَرّا
ووَدَّت ومِن أوداجِهِ تَنضَحُ الدِّمالَوَ انَّ بِذاكَ السَّهمِ أوداجُها تُفرى
وأَضحَت عَلى مَثواهُ تُفرِغُ قَلبَهاحَنينا فَتَرثيهِ بِما يَفضُلُ الشِّعرا
فَطَورا تُناغيهِ وطَورا بِلَهفَةٍتُعانِقُ جيدا مِنهُ قَد زَيَّن الدُّرّا
وتَعطِفُ طَورا فَوقَهُ فَتَشُمُّهُبِمَنحَرِهِ الدّامي وتَلثِمُهُ اُخرى
فَيا لَكِ مِن ثَكلى بَكَت بِزَفيرِهاوَأَدمُعِهَا الخَنساءُ حينَ بَكَتَ صَخرا
ولَم يُبقِ مِنها وَجدُها وحَنينُهاسِوى قَفَصٍ لِلخُلدِ طائِرُهُ فَرّا۲

1.الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ابن الشيخ حسين بن حسن. ولد سنة (۱۳۳۳ أو ۱۳۳۵ ه) في النجف الأشرف ، وتوفّي سنة (۱۴۰۴ ه) في أبو ظبي . نشأ في النجف ودرس فيها ، كان من الشعراء المجيدين والاُدباء النابغين ، سريع البديهة كثير الحفظ ، وشعره قوي السبك حسن الاُسلوب طريّ الديباجة، وقد طرق في شعره كثيرا من أنواعه وفنونه ، وبالإضافة إلى ذلك فهو من أهل التقى والصلاح . من مؤلّفاته : ديوانه الشعري يقرب من أربعة آلاف بيت في مجلّدين في رثاء أهل البيت والعلماء ، المسمّى بـ « ملحمة أهل البيت » ( راجع : مستدركات أعيان الشيعة : ج ۴ ص ۱۲۴ والذريعة : ج ۹ ص ۷۰۰ الرقم ۴۸۶۵ و شعراء الغري للخاقاني : ج ۶ ص ۳ ـ ۷ ) .

2.يوم الحسين للمالكي : ص ۲۹۷ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7
194

۳۱۷۷.ديوان الوائلي :ولَهُ أيضا في حَديثِ الجِراحِ حَيثُ قالَ :
ارتَجَلتُ الدَّورَ الأوّلَ في طَريقي إلَى الحُسَينِ عليه السلام مِنَ النَّجفِ ، ثُمَّ أكمَلتُها وذلِكَ عامَ (1973 م) ۱ :
الجِراحاتُ وَالدَّمُ المَطلولُأينَعَت فَالزَّمانُ مِنها خَميلُ
ومَضَت تُنشِئُ الفُتوحَ وبعضُالدَّمِ فيما يُعطيهِ فَتحٌ جَليلُ
وَالدَّمُ الحُرُّ مارِدٌ يُنبِئُ۲الأَحرارَوَالثّائِرينَ هذا السَّبيلُ
وحَديثُ الجِراحِ مَجدٌ وأسمىسِيَرُ المَجدِ مارَوَتهُ النُّصولُ
ثُمَّ عُذرا إن تِهتُ يادَمُ يا جُرحُفَقدَ أسكَرَ البَيانَ الشُّمولُ
يا أَبَا الطَّفِّ يا نَجيعا إلَى الآنَتَهادى عَلى شَذاهُ الرُّمولُ
تَوِّجِ الأَرضَ بِالفُتوحِ فَلِلرَّملِعَلى كُلِّ حَبَّةٍ إكليلُ
أرجَفوا أنَّكَ القَتيلُ المُدَمَّىأوَ مَن يُنشِئُ الحَياةَ قَتيلُ
كَذَبوا لَيسَ يُقتَلُ المَبدَأُ الحُرُّولا يَخدَعِ النُّهَى التَّضليلُ
كَذَبوا لَن يَموتَ رَأيٌ لِنورِالشَّمسِ مِن بَعضِ نورِهِ تَعليلُ
كَذَبوا كُلُّ وَمضَةٍ مِن سُيوفِالحَقِّ في فاحِمِ الدُّجى قِنديلُ
كُلُّ عِرقٍ فَرَوهُ لَهوَ بِوَجهِالظُّلمِ وَالبَغيِ صارِمٌ مَسلولٌ
ويَموتُ الرَّسولُ جِسما ولكِنفِي الرِّسالاتِ لَن يَموتَ الرَّسولُ...

يا أَبَا الطَّفِّ إن أخَذتَ فَقَدأعطَيتَ للّه ِِ وَالعَطاءُ جَزيلُ
فَالتُّرابُ الجَديبُ ما اخَضَرَّ لَو لَميَتَصَدَّى لَهُ السَّحابُ الهَطولُ
ومَنالُ الرُّغابِ دونَ دِماءٍاُمنياتٌ كَذوبَةٌ ومُحولُ
وصَدى كُلِّ هادِرٍ وبَليغٍلَيسَ مِثلَ الجِراحِ حينَ يَقولُ
وسَتَبقى يَرويكَ لِلدَّهرِ مَجداالدَّمُ الحُرُّ وَالحُسامُ الصَّقيلُ
يا أبَا الطَّفِّ وَاهتَزَزتُ لِمَرآكَوقَد أطبَقَت عَلَيكَ الذُّحولُ
يَنتَحي رُمحُكَ الخَميسَ فَيُلوىويُوَلِّي خَلفَ الرَّعيلِ الرَّعيلُ
كُلَّما جَدَّتِ الخُطوبُ تَصَدّىمِنكَ عَزمٌ صُلبٌ وباعٌ طَويلُ
وبَقايا روحٍ ألَحَّت عَلَيهانُوَبٌ جَمَّةٌ وهَمٌّ ثَقيلُ
وَقَفَت مَوقِفا إلَى الآنَ تُروىعَن صَداهُ مَلاحِمٌ وفُصولُ
وإِلى أن هَوَيتَ يَطعَنُكَ الحِقدُويَلهو بِشِلوِكَ التَّمثيلُ
وَالهَديرُ الشُّجاعُ عِندَكَ مَا انفَكَّوطَبعٌ عِندَ السُّيوفِ الصَّليلُ۳

1.القصيدة وإن كان من حقّها أن تُذكر في المراثي التي اُنشدت في القرن الرابع عشر، إلّا أنّنا أوردناها في القرن الخامس عشر باعتبار وفاة الشاعر .

2.في بعض المصادر: « صرخة تنبئ» بدل « مارد ينبئ» .

3.ديوان الوائلي : ص ۴۰ ـ ۴۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 254827
الصفحه من 410
طباعه  ارسل الي