34 . الشَّيخُ مُحَمَّدٌ الخَليلِيُّ ۱
۳۱۶۴.أدب الطفّ ـ مِن قَصيدَةٍ لِلشَّيخِ مُحَمَّدٍ الخَليلِيِّ يَرثي مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ ـ :
إن كُنتَ تَحزَنُ لِادِّكارِ قَتيلِفَاحزَن لِذِكرى مُسلِمِ بنِ عَقيلِ
وَاجزَع لِنازِلَة بِخَيرِ مُفَضَّلٍأبكى عُيونَ الفَضلِ وَالتَّنزيلِ
وَاندُب قَتيلاً مَا انجَلى لَيلُ الوَغىأبَدا لَهُ عَن مُشبِهٍ وبَديلِ
هُوَ لَيثُ غالِبَ مُسلِمٌ مَن أسلَمَتمُهَجُ العِدى لِفِرَندِهِ المَصقولِ
شَهمٌ تَحَدَّرَ مِن سُلالَةِ هاشِمٍخَيرِ البُيوتِ عُلاً وخيرُ قَبيلِ
مُتَفَرِّعا مِن دَوحَةٍ مُضَريَّةٍتُنمى لِأَصلٍ فِي الفَخارِ أصيلِ
أمَّ العِراقَ مُبلِّغا بِرِسالَةٍأكرِم بِمُرسِلِهِ وبِالمَرسولِ
وأَتى إلى كوفانَ يُنقِذُ اُمَّةًطَلَبَت إغاثَتَهُم عَلى تَعجيلِ
فَاكتَضَّ مَسجِدُها بِهِم وعَلَت بِهِأصواتُهُم بِالحَمدِ وَالتَّهليلِ
وتَقاطَروا مِثلَ الفَراشِ تَهافُتاطَلَبا لِبَيعَتِهِ عَلَى التَّنزيلِ
يُفدونَهُ بِنَفيسِهِم وَالنَّفسِ لايَبغونَ دونَ رِضاهُ أيَّ بَديلِ
باتوا وباتَ مُؤَمِّلاً لِلنَّصرِ مِنأشياخِهِم يا خَيبَةَ المَأمولِ
لكِنَّهُم ما أصبَحوا حَتّى غَدافي مِصرِهِم لا يَهتَدي لِسَبيلِ
خَذَلوهُ إذ عَدَلوا إلَى ابنِ سُمَّيَةٍوَاستَبدَلوا الإِرشادَ بِالتَّضليلِ
وتَجَمَّعوا لِقِتالِهِ مِن بَعدِ ماعَرَفوهُ لِلإِرشادِ خَيرَ دَليلِ
وأَتَوهُ مُنفَرِدا بِمَنزِلِ طَوعَةٍوقُلوبُهُم تَغلي بِنارِ ذُحولِ
فَغَدا يُفَرِّقُ جَمعَهُم ويُفَرِّقُ الأَبطالَفي عَزمٍ لَهُ مَسلولِ
يَلقَى الكُماةَ بِعَزمَةٍ مُضَرِيَّةٍإجمالُها يُغني عَنِ التَّفصيلِ
إن صالَ أرجَعَهُم عَلى أعقابِهِمفي بَطشِ لَيثٍ فِي الزُّحامِ صَؤولِ
حَتّى إذا كَضَّ الظَّما أحشاءَهُوغَدَت دِماهُ تَسيلُ كُلَّ مَسيلِ
وافَوهُ غَدرا بِالأَمانِ وخُدعَةًمِنهُم فَلَم يَخضَع خُضوعَ ذَليلِ
لكِنَّهُم حَفَرُوا الحَفيرَةَ غيلَةًفَهَوى بِها كَاللَّيثِ جَنبَ الغيلِ
وأَتَوا بِهِ قَصرَ الإِمارَةِ مُثخَنابِجِراحِهِ ومُقَيَّدا بِكُبولِ
فَغَدا يُقارِعُهُ الزَّنيمُ عَداوَةًويُغيظُهُ سَبّا بِأَقبَحَ قيلِ
ودَعَا ابنَ حِمرانٍ بِهِ ولِسانُهُلَهِجٌ بِذِكرِ اللّه ِ وَالتَّهليلِ
فَأَبانَ رَأسا كانَ يَرفَعُهُ الإِباعَن جِسمِ خَيرِ مُزَمَّلٍ مَقتولِ
ورَماهُ مِن أعلَى البِناءِ إلَى الثَّرىكَالطَّودِ إذ يَهوي لِبَطنِ رُمولِ
فَقَضى شَهيدا في مَواطِنِ غُربَةٍمُتَضَرِّجا بِنَجيعِهِ المَطلولِ۲
1.الشيخ محمّد الخليلي ، ابن صادق بن باقر بن خليل الطهراني النجفي ، ولد في النجف الأشرف سنة ( ۱۹۰۰م ) ، وتوفّي ودُفن فيها سنة ( ۱۳۸۸ ه ـ ۱۹۶۸ م ) . من اُسرة علمية نبغ فيها مراجع دينيون ، كما نبغ فيها أطبّاء يتعاطون الطبابة على الطريقة القديمة ، و كان هو نفسه طبيبا على هذه الطريقة ، أديبا شاعرا مقلّاً . كان أحد شعراء الغدير ، له من المؤلّفات المطبوعة : معجم اُدباء الأطبّاء جزءان . شرح توحيد المفضّل ، طبّ الإمام الرضا عليه السلام ، الطبّ في القرآن ( راجع : مستدركات أعيان الشيعة : ج ۱ ص ۱۵۶ والذريعة إلى تصانيف الشيعة : ج ۱۳ ص ۱۲ والغدير : ج ۶ ص ۳۳ ) .
2.أدب الطفّ: ج ۱۰ ص ۲۳۴ .