99
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6

5 . أشدّ العقوبات في الآخرة

إنّ الروايات الواردة بشأن شدّة الجزاء الذي سيلقاه قاتلو الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه كثيرة، نكتفي هنا بذكر بعض النماذج :
روى الشيخ الصدوق عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال :
إنَّ فِي النّارِ مَنزِلَةً لَم يَكُن يَستَحِقُّها أحَدٌ مِنَ النّاسِ إلّا بِقَتلِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِما ويَحيَى بنِ زَكَرِيّا عليهماالسلام . ۱
كما ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام ضمن رواية مفصّلة في تبيين فضيلة كربلاء وزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، أنّ اللّه تعالى يقول :
وعِزَّتي وجَلالي ، لَاُعَذِّبَنَّ مَن وَتَرَ رَسولي وصَفِيّي، وَانتَهَكَ حُرمَتَهُ ، وقَتَلَ عِترَتَهُ ، ونَبَذَ عَهدَهُ ، وظَلَمَ أهلَ بَيتِهِ ، عَذاباً لا اُعَذِّبُهُ أحَداً مِنَ العالَمينَ . ۲
وروى ابن عساكر عن جابر بن عبد اللّه ، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله لعن قاتل الإمام الحسين عليه السلام ودعا عليه، قال جابر : فقلت : يا رسول اللّه ومن قاتله ؟ قال :
رَجُلٌ مِن اُمَّتي يُبغِضُ عِترَتي ، لا تَنالَهُ شَفاعَتي ، كَأَنَّ بِنَفسِهِ بَينَ أطباقِ النّيرانِ يَرسبُ تارَةً ويَطفو اُخرى ، وإنَّ جَوفَهُ لَيقولُ : غقّ ۳ غقّ . ۴

1.ثواب الأعمال: ص ۲۵۷ ح ۲، كامل الزيارات: ص ۱۶۲ ح ۲۰۲ كلاهما عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۳۰۱ ح ۹.

2.كامل الزيارات ـ هامش ـ : ص ۴۴۷ عن قدامة بن زايدة عن أبيه.

3.تغقّ: أي تغلي، وغقّ غقّ: حكاية صوت الغليان (النهاية: ج ۳ ص ۳۷۶ «غقق)».

4.تاريخ دمشق: ج ۱۴ ص ۲۲۴ ح ۳۵۴۴، تاريخ بغداد: ج ۳ ص ۲۹۰ وفيه «عقّ عقّ» بدل «غقّ غقّ».


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
98

4 . تسلّط الحجّاج بن يوسف على رقابهم

لم يكن الذين لهم دور مباشر في فاجعة كربلاء قد لقوا الجزاء الطبيعي لأعمالهم القبيحة قبل جزاء الآخرة فحسب، بل إنّ الذين كان لهم تأثير غير مباشر في هذه الفاجعة عبر امتناعهم عن نصرة الإمام الحسين عليه السلام ، قد لقوا عقوباتهم الدنيويّة بنحوٍ آخر أيضاً. نعم، تاب بعضهم فتمخّضت عن ذلك نهضة التوّابين ، وقُتلوا في هذا الطريق . وابتُلي بعضهم بتسلّط الحكم الاستبدادي للحجّاج بن يوسف ، الحكم الذي كان قد تنبّأ به الإمام عليّ عليه السلام بخصوص من امتنع عن نصرته، كما جاء في نهج البلاغة، حيث خاطبهم الإمام عليه السلام قائلاً :
أما وَاللّه ِ، لَيُسَلَّطَنَّ عَلَيكُم غُلامُ ثَقيفٍ الذَّيّالُ المَيّالُ ، يَأكُلُ خَضِرَتَكُم ، ويُذيبُ شَحمَتَكُم ، إيهٍ أبا وَذحَةَ ۱ . ۲
نعم، إنّ الذين امتنعوا عن نصرة الإمام عليّ عليه السلام والإمام الحسن عليه السلام والإمام الحسين عليه السلام ، خليقون بأن يتسلّط على رقابهم الحجّاج بن يوسف !
لقد تحقّق تنبّؤ الإمام عليّ عليه السلام سنة 75 هـ ؛ أي بعد مرور 14 عاما على فاجعة كربلاء، حيث قتل الحجّاج طيلة فترة إمارته 120 ألف نفر ۳ ، وسجن 80 ألف نفر ؛ كان 30 ألفٍ منهم نساءً . ۴

1.الوَذَحة بالتحريك : الخنفساء من الوَدْح وهو ما يتعلّق بألية الشاة من البعر فيجفّ ، وبعضهم يقوله بالخاء . وأبو وذحة : كنية اشتهر بها الحجّاج لاحقا ، وهي إشارة لقصّة له مع خنفساء حيث كان جالسا فرأى خنفساء تدحرج بعرة وتأتي بها نحوه ، فقال : هذه الخنفساء من خنافس الشيطان .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۶ وراجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب: ج۴ ص۶۷ (القسم السابع / الفصل الثاني / التحذير من سلطة غلام ثقيف).

3.سنن الترمذي : ج ۴ ص ۴۹۹ الرقم ۲۲۲۰ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۱۰ ، تاريخ الطبري : ج ۶ ص ۳۸۲ ، تاريخ دمشق : ج ۱۲ ص ۱۸۴ ؛ العمدة : ص ۴۶۹ الرقم ۹۸۷ .

4.تاريخ دمشق : ج ۱۲ ص ۱۸۵ ، تاريخ الإسلام : ج ۶ ص ۳۲۳ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۵ ص ۲۰۴۵ ، البداية والنهاية : ج ۹ ص ۱۳۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 199370
الصفحه من 430
طباعه  ارسل الي