1 . التغيّر في هجاء بني اُميّة وبني العبّاس
على إثر التغيّرات التي حدثت في العصر السابق والتي سبقت الإشارة إليها، اتّجهت النزعة الانتقاميّة شيئاً فشيئاً نحو انتقام الإمام المهديّ عليه السلام أو الانتقام الاُخروي ، حتّى إنّ الهجاء هبط مستواه هو الآخر إلى طلب العقوبة الاُخرويّة للمسبّبين في المأساة .
فقد أنشد الحافظ البُرسي (743 - 813 ه . ق ) قائلاً:
ما يَكشِفُ الغَمَّاءَ إلّا نَفحَةٌيُحيي بِهِ المَوتى نَسيمٌ نافِحُ
نَبَويِّةٌ عَلَويَّةٌ مَهديَّةٌيُشفى بِرَيّاها العَليلُ البارِحُ۱
ونظم ابن العرندس (ت 840 هـ . ق) الأبيات التالية:
فَلَيسَ لاِ?خذِ الثَّأرِ إلّا خَليفَةٌيَكونُ لِكَسرِ الدّينِ مِن عَدلِهِ جَبرُ
تَحَفُّ بِهِ الأَملاكُ مِن كُلِّ جانِبٍوَيَقدُمُهُ الإقبالُ وَالعِزُّ والنَّصرُ
عَوامِلُهُ في الدّارِعينَ شَوارِعٌوَ حاجِبُهُ عيسى وَ ناظِرُهُ الخَضِرُ۲
2. شموليّة الشعر الحسيني وتجاوز الاُطر المذهبيّة
في هذا العصر اعتبر بعض شعراء أهل السنّة مصيبةَ عاشوراء شاملة ، ولا تخصّ الشيعة فقط .
فقد نظم القاضي السيّد هبة اللّه بن جعفر سناء الملك المعروف بابن سناء الملك (500 ـ 608 هـ . ق) الأبيات التالية:
وَنَظَمتُها في يَومِ عاشوراءَ مِن هَمّي وَحُزني
يَومٌ يُناسِبُ غُبنَ مَنقَتَلوهُ ظُلما مِثلَ غُبني
يَومٌ يُساءُ بِهِ وَفيهِ كُلُّ شِيعِيٍّ وَسُنّي۳
وانشد ابن أبي الحديد (586 - 655 ه . ق) قائلاً:
وَلَقَد بَكَيتُ لِقَتلِ آلِ مُحَمَّدٍبِالطَفِّ حَتّى كُلُّ عُضوٍ مَدمَعُ
تَاللّه ِ لا أنسَى الحُسَينَ وَشِلوُهُتَحتَ السَّنابِكِ بِالعَراءِ مُوَزَّعُ۴