41
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

فَقامَ إلَيهِ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ ، فَقالَ : أتَقبَلُ هذا مِنهُ وقَد نَزَلَ بِأَرضِكَ وإلى جَنبِكَ ؟ وَاللّهِ ، لَئِن رَحَلَ مِن بِلادِكَ ولَم يَضَعَ يَدَهُ في يَدِكَ لَيَكونَنَّ أولى بِالقُوَّةِ ، ولَتَكونَنَّ أولى بِالضَّعفِ وَالعَجزِ ، فَلا تُعطِهِ هذِهِ المَنزِلَةَ ، فَإِنَّها مِنَ الوَهَنِ ، ولكِن لِيَنزِل عَلى حُكمِكَ هُوَ وأصحابُهُ ، فَإِن عاقَبتَ فَأَنتَ أولى بِالعُقوبَةِ ، وإن عَفَوتَ كانَ ذلِكَ لَكَ .
قالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : نِعمَ ما رَأَيتَ ، الرَّأيُ رَأيُكَ ، اخرُج بِهذَا الكِتابِ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَليَعرِض عَلَى الحُسَينِ وأصحابِهِ النُّزولَ عَلى حُكمي ، فَإِن فَعَلوا فَليَبعَث بِهِم إلَيَّ سِلما ، وإن هُم أبَوا فَليُقاتِلهُم ، فَإِن فَعَلَ فَاسمَع لَهُ وأطِع ، وإن أبى أن يُقاتِلَهُم فَأَنتَ أميرُ الجَيشِ ، وَاضرِب عُنُقَهُ ، وَابعَث إلَيَّ بِرَأسِهِ ... .
فَأَقبَلَ شِمرٌ بِكِتابِ عُبَيدِ اللّهِ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَلَمّا قَدِمَ عَلَيهِ وقَرَأَهُ ، قالَ لَهُ عُمَرُ : ما لَكَ وَيلَكَ ؟ لا قَرَّبَ اللّهُ دارَكَ ، قَبَّحَ اللّهُ ما قَدِمتَ بِهِ عَلَيَّ ، وَاللّهِ ، إنّي لَأَظُنُّكَ أنَّكَ نَهَيتَهُ أن يَقبَلَ ما كَتَبتُ بِهِ إلَيهِ ، وأفسَدتَ عَلَينا أمرَنا . ۱

1 / 10

جُهودُ حَبيبِ بنِ مُظاهِرٍ لِنُصرَةِ الإِمامِ عليه السلام فِي السّادِسِ مِنَ المُحَرَّمِ

۱۵۵۰.الفتوح :اِلتَأَمَتِ العَساكِرُ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ لِسِتٍّ مَضَينَ مِنَ المُحَرَّمِ .
وأقبَلَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ الأَسَدِيُّ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ : هاهُنا حَيٌّ مِن بَني أسَدٍ بِالقُربِ مِنّي أوَ تَأذَنُ لي أن أسيرَ إلَيهِم أدعوهُم إلى نُصرَتِكَ ، فَعَسَى اللّهُ أن يَدفَعَ بِهِم عَنكَ بَعضَ ما تَكرَهُ !

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۸۷ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۲ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۹ وراجع : مثير الأحزان : ص ۵۰ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
40

۱۵۴۸.المناقب لابن شهرآشوب :أقبَلَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ في أربَعَةِ آلافٍ حَتّى نَزَلَ بِالحُسَينِ عليه السلام ، وبَعَثَ مِن غَدِهِ قُرَّةَ بنَ قَيسٍ الحَنظَلِيَّ يَسأَلُهُ مَا الَّذي جاءَ بِهِ ؟ فَلَمّا بَلَّغَ رِسالَتَهُ قالَ الحُسَينُ عليه السلام : كَتَبَ إلَيَّ أهلُ مِصرِكُم أن أقدَمَ ، فَأَمّا إذا كَرِهتُموني فَأَنَا أنصَرِفُ عَنكُم .
فَلَمّا سَمِعَ عُمَرُ جَوابَهُ كَتَبَ إلَى ابنِ زِيادٍ بِذلِكَ ، فَلَمّا رَأَى ابنُ زِيادٍ كِتابَهُ قالَ :


الآنَ إذ عَلِقَت مَخالِبُنا بِهِيَرجُو النَّجاةَ ولاتَ حينَ مَناصِ
وكَتَبَ إلى عُمَرَ : اِعرِض عَلَى الحُسَينِ أن يُبايِعَ يَزيدَ وجَميعُ أصحابِهِ ، فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ رَأَينا رَأيَنا ، وإن أبى فَائتِني بِهِ . ۱

۱۵۴۹.الإرشاد عن حميد بن مسلم :لَمّا رَأَى الحُسَينُ عليه السلام نُزولَ العَساكِرِ مَعَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ بِنينَوى ومَدَدَهُم لِقِتالِهِ أنفَذَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ : إنّي اُريدُ أن ألقاكَ ، فَاجتَمَعا لَيلاً ، فَتَناجَيا طَويلاً ، ثُمَّ رَجَعَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ إلى مَكانِهِ ، وكَتَبَ إلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ اللّهَ قَد أطفَأَ النّائِرَةَ ، وجَمَعَ الكَلِمَةَ ، وأصلَحَ أمرَ الاُمَّةِ ، هذا حُسَينٌ قَد أعطاني أن يَرجِعَ إلَى المَكانِ الَّذي أتى مِنهُ ، أو أن يَسيرَ إلى ثَغرٍ مِنَ الثُّغورِ ، فَيَكونَ رَجُلاً مِنَ المُسلِمينَ ، لَهُ ما لَهُم ، وعَلَيهِ ما عَلَيهِم ، أو أن يَأتِيَ أميرَ المُؤمِنينَ يَزيدَ ، فَيَضَعَ يَدَهُ في يَدِهِ ، فَيَرى فيما بَينَهُ وبَينَهُ رَأيَهُ ، وفي هذا لَكُم رِضىً ولِلاُمَّةِ صَلاحٌ .
فَلَمّا قَرَأَ ، عُبَيدُ اللّهِ الكِتابَ قالَ : هذا كِتابُ ناصِحٍ مُشفِقٍ عَلى قَومِهِ .

1.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۷ وراجع : المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 145040
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي