آشوب فضائله عليه السلام وفضائل زوجته وأولاده المعصومين ، وذلك بالاعتماد على مصادر أهل السنّة بشكل رئيسي ، وروى في بداية كتابه بعضَ مناقب النبيّ صلى الله عليه و آله .
وقد ذكر ابن شهرآشوب حياة الإمام الحسين عليه السلام ومناقبه بتفصيل يتناسب مع حجم كتابه ، ونقل أيضاً بعض أقوال الإمام عليه السلام القيّمة ، ورغم أنّ ابن شهرآشوب أشار إلى مكارم الإمام الحسين عليه السلام الأخلاقيّة أيضا ، إلّا أنّ طابع كتابه هو النظر من زاوية المناقب . نعم، قد يأخذ بعض الأحيان الطابع القصصي بلحاظ نقل كرامات الإمام الحسين عليه السلام في حياته وبعد شهادته ، ولعلّ ذكره لبعض مواضيع الكتاب التي يصعب تصديقها ناشئا من هذه الخصوصيّة ، وهي المواضيع التي اعتبر المحدّث النوري بعضها ضعيفاً رغم أنّه لم يعتبرها موهومة . ۱
وعلى أيّ حال ، فإنّ ابن شهرآشوب يذكر أحياناً رواياته وفق منهج المحدّثين من خلال الإشارة إلى بعض رواة الحديث ، وقد يذكرها على منوال المصادر التاريخيّة ، نظير الفتوح لابن الأعثم وأنساب الأشراف ، فيلخصها أحيانا أو ينقلها بالمعنى أو يمزج بينها ثمّ يذكر حصيلتها ، ولذلك فإنّ من الصعب العثور على مصدر كامل لكلّ ما نُقل في الكتاب .
26 . المزار الكبير
لأبي عبد اللّه محمّد بن جعفر المشهدي (ت 610 هـ . ق) ، من العلماء والمحدّثين ، ومن المشايخ أصحاب الإجازة في القرن السادس الهجري ، وقد كان للشهيد الأوّل (ت 786 هـ . ق) طريق إلى كتبه ، وأثنى عليه الشيخ الحرّ العاملي (ت 1107 هـ . ق) ووصفه بأنّه فاضل ومحدّث وصدوق ۲ . كما استفاد منه السيّد ابن طاووس في كتبه في الأدعية والزيارات واعتمد عليه .