409
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1

يَبكي ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : ما يُبكيكَ ؟ قالَ : إنَّ والِدَتي تُوُفِّيَت في هذِهِ السّاعَةِ ولَم توصِ ، ولَها مالٌ وكانَت قَد أمَرَتني أن لا اُحدِثَ في أمرِها شَيئا حَتّى اُعلِمَكَ خَبَرَها .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : قوموا بِنا حَتّى نَصيرَ إلى هذِهِ الحُرَّةِ .
فَقُمنا مَعَهُ حَتَّى انتَهَينا إلى بابِ البَيتِ الَّذي فيهِ المَرأَةُ وهِيَ مُسَجّاةٌ ۱ ، فَأَشرَفَ عَلَى البَيتِ ، ودَعَا اللّهَ لِيُحيِيَها حَتّى توصِيَ بِما تُحِبُّ مِن وَصِيَّتِها ، فَأَحياهَا اللّهُ ، وإذَا المَرأَةُ جَلَسَت وهِيَ تَتَشَهَّدُ ، ثُمَّ نَظَرَت إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَقالَت : اُدخُلِ البَيتِ يا مَولايَ ومُرني بِأَمرِكَ .
فَدَخَلَ وجَلَسَ عَلى مِخَدَّةٍ ، ثُمَّ قالَ لَها : وَصِّي يَرحَمُكِ اللّهُ . فَقالَت : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، إنّ لي مِنَ المالِ كَذا وكَذا في مَكانِ كَذا وكَذا ، وقَد جَعَلتُ ثُلُثَهُ إلَيكَ لِتَضَعَهُ حَيثُ شِئتَ مِن أولِيائِكَ ، وَالثُّلُثانِ لِابني هذا إن عَلِمتَ أنَّهُ مِن مَواليكَ وأولِيائِكَ ، وإن كانَ مُخالِفا فَخُذهُ إلَيكَ ، فَلا حَقَّ لِلمُخالِفينَ في أموالِ المُؤمِنينَ .
ثُمَّ سَأَلَتهُ أن يُصَلِّيَ عَلَيها وأن يَتَوَلّى أمرَها ، ثُمَّ صارَتِ المَرأَةُ مَيِّتَةً كَما كانَت . ۲

6 / 4

بَرَكَةُ بُزاقِهِ

۵۳۱.الطبقات الكبرى عن أبي عون :لَمّا خَرَجَ حُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام مِنَ المَدينَةِ يُريدُ مَكَّةَ ، مَرَّ بِابنِ مُطيعٍ وهُوَ يَحفِرُ بِئرَهُ ، فَقالَ لَهُ : أينَ ؟ فِداكَ أبي واُمّي !

1.سجّيت الميّت : إذا مددت عليه ثوبا (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۷۲ «سجا») .

2.الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۲۴۵ ح ۱ ، الثاقب في المناقب : ص ۳۴۴ ح ۲۹۰ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۸۰ ح ۳ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
408

نَواحِي الكوفَةِ ، فَقالَ : تَرَكتُ الأَودِيَةَ وَالآكامَ ۱ يَموجُ بَعضُهُم في بَعضٍ . ۲

6 / 2

إجابَةُ دُعائِهِ لِرَجُلٍ مُذنِبٍ

۵۲۹.تهذيب الأحكام عن أيّوب بن أعين عن أبي عبداللّه [الصادق] عليه السلام :إنَّ امرَأَةً كانَت تَطوفُ وخَلفَها رَجُلٌ ، فَأَخرَجَت ذِراعَها ، فَقالَ ۳ بِيَدِهِ حَتّى وَضَعَها عَلى ذِراعِها ، فَأَثبَتَ اللّهُ يَدَهَ في ذِراعِها حَتّى قَطَعَ الطَّوافَ ، واُرسِلَ إلَى الأَميرِ ، وَاجتَمَعَ النّاسُ وأرسَلَ إلَى الفُقَهاءِ ، فَجَعَلوا يَقولونَ : اِقطَع يَدَهُ فَهُوَ الَّذي جَنَى الجِنايَةَ .
فَقالَ :ها هُنا أحَدٌ مِن وُلدِ مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ فَقالوا : نَعَم ، الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهماالسلامقَدِمَ اللَّيلَةَ ، فَأَرسَلَ إلَيهِ فَدَعاهُ ، فَقالَ : اُنظُر ما لَقِيا ذانِ ، فَاستَقبَلَ القِبلَةَ ورَفَعَ يَدَيهِ فَمَكَثَ طَويلاً يَدعو ، ثُمَّ جاءَ إلَيها حَتّى خَلَّصَ يَدَهُ مِن يَدِها .
فَقالَ الأَميرُ : ألا نُعاقِبُهُ بَما صَنَعَ ؟ فَقالَ : لا . ۴۵

6 / 3

إجابَةُ دُعائِهِ لِاءِحياءِ امرَأَةٍ

۵۳۰.الخرائج والجرائح عن يحيى بن اُمّ الطويل :كُنّا عِندَ الحُسَينِ عليه السلام إذ دَخَلَ عَلَيهِ شابٌّ

1.الأَكمةُ : تلّ ، وقيل : شرفة كالرابية ، والجمع اُكُم ، وجمع الاُكُم : آكام (المصباح المنير : ص ۱۸ «أكم») .

2.عيون المعجزات : ص ۶۴ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۸۷ ح ۱۶ .

3.العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال وتطلقه على غير الكلام واللسان ، فتقول : قال بيده ؛ أي أخذ ، وقال برجله ؛ أي مشى (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۵۷۷ «قول») .

4.تهذيب الأحكام : ج ۵ ص ۴۷۰ ح ۱۶۴۷ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۵۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۸۳ ح ۱۰ .

5.يحتمل ان يكون عدم رضا الإمام عليه السلام بعقوبة هذا الرجل بسبب فضيحته ، فهذه الفضيحة هي عقوبته ، وهي كافية لجزائه .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 248700
الصفحه من 426
طباعه  ارسل الي