271
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

(ولا نظيراً نأمله).
قال الجوهري: «الأمل: الرجاء. يُقال: أمل خيره يأمله أملاً، وكذلك التأميل».۱
وقوله: (ولا نقيمه) عطف على نأمله.
و«لا» مزيدة لتأكيد النفي، أي لا نرى لك نظيراً نقيمه مقامك.

متن الحديث الخمسين والخمسمائة

(خُطْبَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام)

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ جَمِيعاً، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ؛
وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمِيِّ ؛
وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ جَمِيعاً ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَيْفَرٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرِيرٍ الْعَبْدِيِّ ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ ، قَالَ :
أَتى‏ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَ وُلْدُ أَبِي بَكْرٍ ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يَطْلُبُونَ مِنْهُ التَّفْضِيلَ لَهُمْ ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَمَالَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ :
«الْحَمْدُ لِلَّهِ وَلِيِّ الْحَمْدِ ، وَمُنْتَهَى الْكَرَمِ ، لَا تُدْرِكُهُ الصِّفَاتُ ، وَلَايُحَدُّ بِاللُّغَاتِ ، وَلَا يُعْرَفُ بِالْغَايَاتِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله نَبِيُّ الْهُدَى ، وَمَوْضِعُ التَّقْوَى ، وَرَسُولُ الرَّبِّ الْأَعْلَى ، جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الْحَقِّ ، لِيُنْذِرَ بِالْقُرْآنِ الْمُبِينِ‏۲ ، وَالْبُرْهَانِ الْمُسْتَنِيرِ۳ ، فَصَدَعَ بِالْكِتَابِ الْمُبِينِ ، وَمَضَى عَلَى مَا مَضَتْ عَلَيْهِ الرُّسُلُ الْأَوَّلُونَ .
أَمَّا بَعْدُ ، أَيُّهَا النَّاسُ فَلَا تَقُولَنَ‏۴ رِجَالٌ قَدْ كَانَتِ الدُّنْيَا غَمَرَتْهُمْ ، فَاتَّخَذُوا الْعَقَارَ ، وَفَجَّرُوا الْأَنْهَارَ ، وَرَكِبُوا أَفْرَهَ الدَّوَابِّ ، وَلَبِسُوا أَلْيَنَ‏۵ الثِّيَابِ ، فَصَارَ ذلِكَ عَلَيْهِمْ عَاراً وَشَنَاراً إِنْ لَمْ يَغْفِرْ لَهُمُ الْغَفَّارُ ، إِذَا مَنَعْتُهُمْ مَا كَانُوا فِيهِ يَخُوضُونَ ، وَصَيَّرْتُهُمْ إِلى‏ مَا يَسْتَوْجِبُونَ ، فَيَفْقِدُونَ ذلِكَ فَيَسْأَلُونَ وَيَقُولُونَ : ظَلَمَنَا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَحَرَمَنَا وَمَنَعَنَا حُقُوقَنَا ، فَاللَّهُ عَلَيْهِمُ الْمُسْتَعَانُ ؛ مَنِ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا ، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا ، وَآمَنَ بِنَبِيِّنَا ، وَشَهِدَ شَهَادَتَنَا ، وَدَخَلَ فِي دِينِنَا ، أَجْرَيْنَا عَلَيْهِ حُكْمَ

1.الصحاح، ج ۴، ص ۱۶۲۷ (أمل).

2.في الطبعة القديمة: «المنير».

3.في حاشية النسخة: «المستبين».

4.هكذا في النسخة وكثير من نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «فلا يقولنّ».

5.في بعض نسخ الكافي: «ليّن».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
270

(مع ذلك) أي إمضائك إلى الجنان وما ذكر بعده.
(قلوبنا بأنّ اختياره لك ما عنده).
الظاهر أنّ الباء للتعليل لقوله: «ولا مختلفة»، وخبر «إنّ» محذوف، أي خيرٌ لك، أو لخبر قوله: «ما عنده»، والموصول عبارة عن المقامات العالية؛ يعني أنّه لا تختلف قلوبنا، بل تتّفق على أنّ اللَّه تعالى اختار لك بإمضائك إلى نعيم الجنّة والراحة الأبديّة.
(على ما كنت فيه) من المشقّة، والجهد، والعناء، والجار متعلّق بالاختيار.
(ولكنّا نبكي من غير إثم) أي لا نأثم ولا نتحرّج على هذا البكاء؛ فإنّه من أفضل الطاعات، أو لا نقول ما يوجب الإثم وسخط الربّ.
وقوله: (لعزّ هذا السلطان) متعلّق بالبكاء وتعليل له.
وقوله: (أن يعود) بدل اشتمال له، أي نبكي لتبدّل عزّ هذا السلطان ذلاًّ. والمراد بهذا السلطان السلطنة والخلافة، أو أمير المؤمنين عليه السلام.
(وللدِّين والدُّنيا أكيلاً).
الأكيل: فعيل بمعنى الفاعل، أي نبكي لتبدّل هذا السلطان الحقّ بسلطان الجور، فيكون أكلاً للدِّين والدّنيا، فقوله: «أكيلاً» عطف على قوله: «ذليلاً»، و«للدّين» متعلّق بالأكيل.
وقيل: الأكيل بمعنى المأكول، أي مأكولاً للفاسقين، و«للدّين» عطف على قوله: «لعزّ»، و«أكيلاً» منصوب بفعل مقدّر يدلّ عليه المذكور،۱ انتهى.
وفي بعض النسخ: «لعن اللَّه هذا السلطان» فلا يكون المشار إليه سلطنته عليه السلام، بل جنسها الشامل للباطل أيضاً، أي لعن اللَّه السلطنة التي لا تكون أنت صاحبها.
وقيل: يحتمل أن يكون اللّعن مستعملاً في أصل معناه لغةً، وهو الإبعاد، أي أبعد اللَّه هذا السلطان عن أن يعود ذليلاً، ولا يخفى ما فيه من البُعد.۲(ولا نرى لك خلفاً) أي من بين السلاطين.
(نشكوا إليه) لخروج السلطنة عن أهل البيت عليهم السلام.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۱۶ مع اختلاف في اللفظ.

2.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۳۴.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69501
صفحه از 568
پرینت  ارسال به