7
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

(عمل فيه) أي فيما جمعت له .
(بطاعة اللّه ) ؛ بإنفاقه فيها .
(فسعد بما شقيت به) . ۱
الباء في الموضعين للسببيّة . أمّا سعادة ذلك الرجل فلأنّه أصاب مالاً بلا كسب ومشقّة وكدٍّ، وهو سعادة الدنيا؛ وأنفقه في الطاعة، وهو سعادة العُقبى؛ فجمع به بين السعادتين .
وأمّا شقاء مَن جَمَع له فظاهرٌ إن جَمَع من الحرام، أو من الحلال ولم يخرج حقوقه، بل وإن أخرجها أيضا؛ لأنّه ضيّع أوقاته في جمع ما لا حاجة له إليه، ويرى ثوابه في ميزان غيره مع ما له من العقاب على بعض الوجوه .
وقوله : (وليس من هذين) أي من ذينك الرجلين .
(أحدٌ بأهل أن تؤثره على نفسك) ؛ كأنّه ناظر إلى الأوّل من شقّي الترديد .
وقوله : (ولا تُبرّد له على ظَهرك) ناظر إلى الثاني منهما .
قال الجوهري :
البرد: نقيض الحرّ. وقد برد الشيء ـ بالضمّ ـ وبردته أنا، فهو مبرود. وبرّدته تبريدا . ولا يُقال: أبردته إلّا في لغةٍ رديئة. وسقيته شربةً بردتُ فؤاده، تبرده بَرْدا . وقولهم : لا تبرد عن فلان ؛ أي إن ظلمك فلا تشتمه، فتنقص من إثمه . ويقال : ما برد لك على فلان ؛ أي ما ثبت ووجب. وبرد لي عليه كذا من المال، ولي عليه ألفٌ بارد، وسموم بارد؛ أي ثابت لا يزول . ۲
وفي القاموس: «عيشٌ باردٌ؛ أي هنيء» . ۳
وفي النهاية : «الصوم في الشتاء غنيمة باردة ؛ أي لا تعب فيه ولا مشقّة، وكلّ محبوب عندهم بارد» انتهى . ۴
والظاهر أنّ «لا تبرّد» عطف على «تؤثره». و«لا» مزيدة لتأكيد النفي .
قيل : والمعنى: ليس أحد هذين بأهل أن تثبت له مالاً أو ثِقلاً أو وزرا على ظهرك . ۵ وكأنّ

1.في كلتا الطبعتين ومعظم نسخ الكافي : ـ «به».

2.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۴۵ و ۴۴۶ (برد) مع تلخيص .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۷۷ (برد) .

4.النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۱۵ (برد) .

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۰۴ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
6

(فاُقاسمك هو) .
يُقال : قاسمه الشيء، إذا أخذ كلّ قِسمةٍ . والضمير المرفوع نائب مناب المنصوب، ومرجعه العطاء ، وقيام بعض الضمائر مقام بعض شائع ذائع ، وصرّح بجوازه أهل العربيّة ، وبهذا ظهر فساد ما قيل من أنّ الظاهر : «فاُقاسمك»، ولعلّه تصحيف . ۱ انتهى .
وقوله : (فوصله) أي أعطاه مالاً .
وقوله : (مهّدتَ) .
في الصحاح: «تمهيد الأمر: إصلاحهُ» . ۲
وقوله : (فآثر نفسك) بمدّ الألف، من الإيثار، وهو الاختيار ؛ أي اختر صلاح نفسك في كسب المال وجمعه وإنفاقه .
(على صلاح وُلدك) .
فلا تتجاوز في كسبه وجمعه حدّ الاقتصاد، وما تعيش به في حياتك؛ فإنّك إن جمعته لهم ، (فإنّما أنت جامع) ما جمعته من المال (لأحد رَجلين) أي لأحد صنفين من أصناف الوَرَثَة. وهذا كالتعليل للإيثار .
(إمّا رجل) بالرفع على أنّه خبر مبتدأ محذوف ؛ أي أحدهما رجل. وجرّه على أنّه بدل تفصيليّ من «رجلين» احتمال .
وعلى التقديرين كلمة «إمّا» هذه ليست بعاطفة، بل جيء بها للتنبيه على الشكّ في أوّل الكلام؛ إذ لو كانت عاطفة لما تقدّمت على المعطوف، وإنّما العاطفة «إمّا» الثانية .
وأنكر بعض النحاة كون الثانية أيضا للعطف؛ مستدلّاً بدخول الواو العاطفة عليها ، فلو كانت هي أيضا للعطف يلزم إيراد عاطفين معا، فيكون أحدهما لغوا .
واُجيب بأنّ الواو الداخلة على «إمّا» الثانية لعطفها على «إمّا» الاُولى، وإمّا الثانية لعطف ما بعدها على ما بعد الاُولى، ففيها فائدة اُخرى .

1.الظاهر أنّ الشارح رحمه الله قد أشار بهذا إلى قول العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۶۹ ، لكن أخطأ في ذلك ؛ لأنّ ما أثبت العلّامة رحمه اللهفي المتن هو : «فاُقاسمك» ، ثمّ استظهره «فاُقاسمكه» واحتمل أنّه تصحيف . ويحتمل أنّ الشارح رحمه الله قد رأى في نسخة من المرآة ـ التي كانت عنده ـ كما نقله ، واللّه العالم .

2.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۴۱ (مهد) مع اختلاف في الألفاظ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 153439
الصفحه من 624
طباعه  ارسل الي