(عمل فيه) أي فيما جمعت له .
(بطاعة اللّه ) ؛ بإنفاقه فيها .
(فسعد بما شقيت به) . ۱
الباء في الموضعين للسببيّة . أمّا سعادة ذلك الرجل فلأنّه أصاب مالاً بلا كسب ومشقّة وكدٍّ، وهو سعادة الدنيا؛ وأنفقه في الطاعة، وهو سعادة العُقبى؛ فجمع به بين السعادتين .
وأمّا شقاء مَن جَمَع له فظاهرٌ إن جَمَع من الحرام، أو من الحلال ولم يخرج حقوقه، بل وإن أخرجها أيضا؛ لأنّه ضيّع أوقاته في جمع ما لا حاجة له إليه، ويرى ثوابه في ميزان غيره مع ما له من العقاب على بعض الوجوه .
وقوله : (وليس من هذين) أي من ذينك الرجلين .
(أحدٌ بأهل أن تؤثره على نفسك) ؛ كأنّه ناظر إلى الأوّل من شقّي الترديد .
وقوله : (ولا تُبرّد له على ظَهرك) ناظر إلى الثاني منهما .
قال الجوهري :
البرد: نقيض الحرّ. وقد برد الشيء ـ بالضمّ ـ وبردته أنا، فهو مبرود. وبرّدته تبريدا . ولا يُقال: أبردته إلّا في لغةٍ رديئة. وسقيته شربةً بردتُ فؤاده، تبرده بَرْدا . وقولهم : لا تبرد عن فلان ؛ أي إن ظلمك فلا تشتمه، فتنقص من إثمه . ويقال : ما برد لك على فلان ؛ أي ما ثبت ووجب. وبرد لي عليه كذا من المال، ولي عليه ألفٌ بارد، وسموم بارد؛ أي ثابت لا يزول . ۲
وفي القاموس: «عيشٌ باردٌ؛ أي هنيء» . ۳
وفي النهاية : «الصوم في الشتاء غنيمة باردة ؛ أي لا تعب فيه ولا مشقّة، وكلّ محبوب عندهم بارد» انتهى . ۴
والظاهر أنّ «لا تبرّد» عطف على «تؤثره». و«لا» مزيدة لتأكيد النفي .
قيل : والمعنى: ليس أحد هذين بأهل أن تثبت له مالاً أو ثِقلاً أو وزرا على ظهرك . ۵ وكأنّ
1.في كلتا الطبعتين ومعظم نسخ الكافي : ـ «به».
2.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۴۵ و ۴۴۶ (برد) مع تلخيص .
3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۷۷ (برد) .
4.النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۱۵ (برد) .
5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۰۴ .