البضاعة المزجاة المجلد الثانی صفحه 5

[بسم اللّه الرحمن الرحيم]

متن الحديث الثامن والعشرين

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ يُونُسَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«إِنَّ مَوْلًى لأمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام سَأَلَهُ مَالاً، فَقَالَ: يَخْرُجُ عَطَائِي، فَأُقَاسِمُكَ هُوَ. فَقَالَ: لَا أَكْتَفِي، وَخَرَجَ إِلى مُعَاوِيَةَ، فَوَصَلَهُ، فَكَتَبَ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يُخْبِرُهُ بِمَا أَصَابَ مِنَ الْمَالِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ مَا فِي يَدِكَ مِنَ الْمَالِ قَدْ كَانَ لَهُ أَهْلٌ قَبْلَكَ، وَهُوَ صَائِرٌ إِلى أَهْلِهِ ۱ بَعْدَكَ، وَإِنَّمَا لَكَ مِنْهُ مَا مَهَّدْتَ لِنَفْسِكَ، فَآثِرْ نَفْسَكَ عَلى صَلَاحِ وُلْدِكَ، فَإِنَّمَا أَنْتَ جَامِعٌ لأحَدِ رَجُلَيْنِ: إِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيهِ بِطَاعَةِ اللّهِ، فَسَعِدَ ۲ بِمَا شَقِيتَ بِهِ ۳ ، وَإِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللّهِ فَشَقِيَ ۴ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ، وَلَيْسَ مِنْ هذَيْنِ أَحَدٌ بِأَهْلٍ أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلى نَفْسِكَ، وَلَا تُبَرِّدَ لَهُ عَلى ظَهْرِكَ، فَارْجُ لِمَنْ مَضى رَحْمَةَ اللّهِ، وَثِقْ لِمَنْ بَقِيَ بِرِزْقِ اللّهِ».

شرح

السند مرسل، أو ضعيف .
قوله عليه السلام : (يخرج عطائي) ؛ لعلّ إضافة العطاء إلى نفسه بأدنى ملابسة .
والمراد بالخروج الحصول والوصول .

1.في الطبعة الجديدة وجميع النسخ التي قوبلت فيها والبحار، ج ۴۱ ، ص ۱۱۷: «أهل» .

2.في الحاشية عن بعض النسخ: «فيسعد».

3.في النسخة: «به» مرمّز ب «خ»، ولم يرد في الطبعتين.

4.في الحاشية عن بعض النسخ: «فيشقى».

البضاعة المزجاة المجلد الثانی صفحه 6

(فاُقاسمك هو) .
يُقال : قاسمه الشيء، إذا أخذ كلّ قِسمةٍ . والضمير المرفوع نائب مناب المنصوب، ومرجعه العطاء ، وقيام بعض الضمائر مقام بعض شائع ذائع ، وصرّح بجوازه أهل العربيّة ، وبهذا ظهر فساد ما قيل من أنّ الظاهر : «فاُقاسمك»، ولعلّه تصحيف . ۱ انتهى .
وقوله : (فوصله) أي أعطاه مالاً .
وقوله : (مهّدتَ) .
في الصحاح: «تمهيد الأمر: إصلاحهُ» . ۲
وقوله : (فآثر نفسك) بمدّ الألف، من الإيثار، وهو الاختيار ؛ أي اختر صلاح نفسك في كسب المال وجمعه وإنفاقه .
(على صلاح وُلدك) .
فلا تتجاوز في كسبه وجمعه حدّ الاقتصاد، وما تعيش به في حياتك؛ فإنّك إن جمعته لهم ، (فإنّما أنت جامع) ما جمعته من المال (لأحد رَجلين) أي لأحد صنفين من أصناف الوَرَثَة. وهذا كالتعليل للإيثار .
(إمّا رجل) بالرفع على أنّه خبر مبتدأ محذوف ؛ أي أحدهما رجل. وجرّه على أنّه بدل تفصيليّ من «رجلين» احتمال .
وعلى التقديرين كلمة «إمّا» هذه ليست بعاطفة، بل جيء بها للتنبيه على الشكّ في أوّل الكلام؛ إذ لو كانت عاطفة لما تقدّمت على المعطوف، وإنّما العاطفة «إمّا» الثانية .
وأنكر بعض النحاة كون الثانية أيضا للعطف؛ مستدلّاً بدخول الواو العاطفة عليها ، فلو كانت هي أيضا للعطف يلزم إيراد عاطفين معا، فيكون أحدهما لغوا .
واُجيب بأنّ الواو الداخلة على «إمّا» الثانية لعطفها على «إمّا» الاُولى، وإمّا الثانية لعطف ما بعدها على ما بعد الاُولى، ففيها فائدة اُخرى .

1.الظاهر أنّ الشارح رحمه الله قد أشار بهذا إلى قول العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۶۹ ، لكن أخطأ في ذلك ؛ لأنّ ما أثبت العلّامة رحمه اللهفي المتن هو : «فاُقاسمك» ، ثمّ استظهره «فاُقاسمكه» واحتمل أنّه تصحيف . ويحتمل أنّ الشارح رحمه الله قد رأى في نسخة من المرآة ـ التي كانت عنده ـ كما نقله ، واللّه العالم .

2.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۴۱ (مهد) مع اختلاف في الألفاظ .