منهاج الحقّ و اليقين في تفضيل عليّ أميرالمؤمنين علي سائر الأنبياء و المرسلین - الصفحه 70

وذكر في تفسير قوله تعالى : « وَللّهِِ الْأَسْماءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا » 1 قال الصادق عليه السلام : نحن أسماء اللّه التي لا يقبل اللّه من العباد عملاً إلّا بها وبمعرفتها ، واللّه تعالى خلقنا فأحسن صورنا ، وجعلنا حجّة على عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة بالرحمة ، ووجهه الذي يؤتى [ منه ]، وبابه الذي يدلّ عليه ، ونحن خُزّانه في سماواته وأرضه ، وبنا أثمرت الأشجار وأورقت ، وجرت الأنهار وأغدقت ، وبنا ينزل الغيث من السماء ، وبنا يمسك اللّه الأرض أن تميد بأهلها ، وبنا ينبت عشب الأرض ، وبنا يرزق العباد ، وبنا تفجر العيون ، وبعبادتنا عبد اللّه ، ولولانا ما عبد اللّه ، ونحن الأدلّاء على اللّه 2 .
وروى ابن عبّاس ، قال : قال النبيّ صلى الله عليه و آله : والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً ، ما استقرّ لكم الكرسي، ولا دار الفلك، ولا قامت السماوات، إلّا بأن كتب اللّه عليها : «لا إله إلّا اللّه ، محمّد رسول اللّه ، عليّ أمير المؤمنين وليّ اللّه 3 » . وإنّ اللّه لمّا عرج بي إلى السماء واختصّني بلطيف ندائه ، قال : يا محمّد . قلت : لبّيك وسعديك . فقال : أنا المحمود وأنت محمّد، شققتُ اسمك من اسمي، وفضّلتك على جميع بريّتي ، فانصب أخاك عليّاً عَلماً لعبادي ، يهديهم إلى ديني .
يا محمّد ، إنّي قد جعلت عليّاً أمير المؤمنين ، فمن تأمّر عليه لعنته ، ومن خالفه عذّبته ، ومن أطاعه قرّبته ، ومن تقدّم عليه أخزيته، ومن عصاه أمحقته ، فهو سيّد الوصيّين وحجّتي على الخلق أجمعين 4 .

وفي الكتاب المذكور : روي عن ابن عبّاس ، عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال : [ عليّ منّي بمنزلة رأسي من بدني ، و ] 5 عليّ منّي كعيني من جسدي ، عليّ منّي كجلدي ، عليّ منّي كلحمي ، عليّ منّي كعظمي ، عليّ منّي كدمي في عروقي ، عليّ أخي ووصيّي في أهلي وخليفتي على 6 اُمّتي ،

1.سورة الأعراف، الآية ۱۸۰ .

2.المحتضر للحسن بن سليمان الحلّي، ص ۱۲۹ .

3.«ألف»: ـ ولي اللّه .

4.مئة منقبة، ص ۴۹ ؛ اليقين لابن طاووس، ص ۲۳۹ ؛ تأويل الآيات الظاهرة، ج ۱، ص ۱۸۶ .

5.ساقطة من «ألف» .

6.«ألف» : «في» بدل «على» .

الصفحه من 81