منهاج الحقّ و اليقين في تفضيل عليّ أميرالمؤمنين علي سائر الأنبياء و المرسلین - الصفحه 64

المطلب الثالث عشر

قد مدح اللّه تعالى السابقين في كتابه العزيز ، فقال : « وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * اُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ »۱ فتميّزنا أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام أسبق السابقين في الجهاد بإجماع الاُمّة ؛ قال اللّه تعالى : « فَضَّلَ اللّهُ الْمُـجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً » ۲ وقال اللّه تعالى : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ »۳ وجعل الإيمان والجهاد في سبيل اللّه التجارة المنجية .
وقال اللّه تعالى : « إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ » ۴ ولا ريب أنّ عليّاً كان ۵ في الجهاد وقتال المشركين كالبنيان المرصوص . وقد وصف اللّه تعالى المجاهدين ، فقال : « وَلَا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ »۶ وقال اللّه تعالى : « الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدَوا فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَاُولئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ » ۷ وقال اللّه تعالى : « يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ »۸ ولا شكّ أنّ عليّاً عليه السلام كان في الجهاد أشدّ بلاءً، وأعظمَ عناءً ، وأثبت جميع خلق اللّه في القتال، ۹ وأبرزها للأقران، وأبذلها نفساً للّهِ ولرسوله ، وهو الذي كشف الكرب عن وجه الرسول صلى الله عليه و آله في بدر وحنين والخندق وخيبر واُحد وذات السلاسل وتبوك وغزاة بني النضير ومحاربة الجنّ وقتال الناكثين والقاسطين والمارقين والعُمّان .
أمّا غزوة بدر ، وهي كانت الداهية العظمى والمحنة الكبرى التي هدأت قوائم

1.سورة الواقعة، الآيتان ۱۰ و۱۱ .

2.سورة النساء، الآية ۹۵ .

3.سورة الصفّ، الآيتان ۱۰ ـ ۱۱ .

4.سورة الصفّ، الآية ۴ .

5.«كان» مِن «ب» .

6.سورة التوبة، الآية ۱۲۰ .

7.سورة التوبة، الآية ۲۰ .

8.سورة المائدة، الآية ۵۴ .

9.«ب» : «الجهاد» بدل «القتال» .

الصفحه من 81