منهاج الحقّ و اليقين في تفضيل عليّ أميرالمؤمنين علي سائر الأنبياء و المرسلین - الصفحه 63

وبحقّ الحسن سيّد الأولياء ، وبحقّ الحسين أفضل الشهداء ، وبحقّ عترتهم وخلفائهم سادة الأزكياء، إلّا سقيت عبادك . فأوحى اللّه إليه : يا موسى ، «اضْرِب 1 بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ» . فضربه بها 2 «فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ»، 3 فلا يزاحم الآخرين في مشربهم 4 .
ومن ذلك ما روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال : ليلة اُسري بي إلى السماء ، لم أجد باباً ولا حجاباً ولا شجرة ولا ورقة ولا نمرقة ولا مدرة من ياقوت إلّا وعليه مكتوب : «عليّ عليّ عليّ» وإنّ اسم عليّ مكتوب على كلّ شيء حتّى [ على ]وجه الشمس والقمر والماء والحجر والورق والشجر ، وإنّ اللّه تعالى قال لموسى ليلة الخطاب : يا ابن عمران ، إنّي لا أقبل الصلاة إلّا ممّن تواضع لعظمتي ، وألزم قلبه خوفي ومحبّتي ، وقطع نهاره بذكري ، وعرف حقّ أوليائي الذين لأجلهم خلقت سماواتي وأرضي وجنّتي وناري ؛ محمّداً وعترته ، فمن عرف حقّهم جعلت له عند الجهل علماً 5 وعند الظلمة نوراً ، وأعطيته قبل السؤال، وأجبته قبل الدعاء 6 .
وروى وهب بن منبّه أنّ موسى عليه السلام ليلة الخطاب وجد كلّ حجرة وشجرة في الطور ناطقةً بذكر محمّد ونقبائه ، فقال : يا ربّ ، إنّي لم أر شيئاً ممّا خلقت إلّا وهو ناطقة بذكر محمّد 7 ونقبائه ! فقال اللّه : يا ابن عمران ، إنّي خلقتهم قبل الأنوار وجعلتهم خزنة الأسرار ، يشاهدون أنوار ملكوتي ، وجعلتهم تراجمة علمي ولسان حكمتي ومعدن سرّي ، وخلقت الدنيا والآخرة لأجلهم 8 . فقال موسى : ربّ فاجعلني من اُمّة محمّد صلى الله عليه و آله . فقال اللّه : يا موسى ، إذا عرفتَ محمّداً وأوصياءه وعترته وعرفتَ فضلهم وآمنتَ بهم ، فأنت من اُمّته 9 .

1.«ألف» : «أن اضرب» بدل «اضرب» .

2.«ألف»: ـ بها .

3.سورة البقرة، الآية ۶۰.

4.التفسير المنسوب إلى الإمام أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليه السلام ، ص ۲۶۱ .

5.«ألف» و«ب» : حلماً .

6.توجد القطعة الأخيرة ـ الحديث القدسي ـ في مشارق أنوار اليقين، ص ۲۳۶ .

7.«ب» : بذكر اللّه وذكر محمّد .

8.«ألف» : وخلقت الدنيا لأجلهم والآخرة .

9.انظر مقتضب الأثر، ص ۳۲۹ ـ ۳۳۰ ؛ مشارق أنوار اليقين، ص ۲۳۶ .

الصفحه من 81