منهاج الحقّ و اليقين في تفضيل عليّ أميرالمؤمنين علي سائر الأنبياء و المرسلین - الصفحه 39

قال : دخل عبد اللّه بن عمر على عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام وقال له : يا ابن الحسين ، أنت الذي تقول : إنّ يونس بن متّى إنّما لقي من الحوت ما لقي لأنّه عرضت عليه ولاية جدّي فتوقّف عندها ؟ قال : بلى ثكلتك اُمّك ! قال عبد اللّه بن عمر : فأرني برهان ذلك إن كنت من الصادقين .
قال عبد اللّه بن عمر : فأمر عليّ بن الحسين بشدّ عينيه بعصابة وعيني بعصابة ، ثمّ أمر بعد ساعة بفتح أعيننا ، فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه . فقال ابن عمر : يا سيّدي ، دَمي في رقبتك ، اللّه اللّه في نفسي ! فقال عليّ بن الحسين : أردتَ البرهان ؟ فقال عبد اللّه بن عمر : أرني إن كنت من الصادقين .
ثمّ قال عليّ بن الحسين عليهماالسلام : يا أيّها الحوت . فاطّلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم ، وهو يقول : لبّيك لبّيك يا وليّ اللّه . فقال عليّ بن الحسين عليهماالسلام : من أنت ؟ قال : أنا حوت يونس يا سيّدي . قال عليّ بن الحسين عليهماالسلام : حدّثنا بخبر يونس . قال : إنّ اللّه تعالى لم يبعث نبيّاً 1 من لدن آدم إلى أن صار جدّك محمّد صلى الله عليه و آله إلّا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت ؛ فمن قبلها من الأنبياء سلّم وتخلّص ، ومن توقّف عنها وتتعتع في حملها 2 لقي ما لقي آدم من المعصية ، ولقي ما لقي نوح من الغرق ، وما لقي إبراهيم من النار ، وما لقي يوسف من الجبّ ، وما لقي أيّوب من البلاء ، وما لقي داوود من الخطيئة إلى أن بعث اللّه يونس ، فأوحى اللّه إليه أن: يا يونس ، تولِّ أمير المؤمنين عليّاً والأئمّة الراشدين في صلبه، في كلام له . قال يونس : كيف أتولّى من لم أره ولم أعرفه ؟! وذهب مغاضباً ، فأوحى اللّه تعالى إليّ أن: التقم يونس، ولا توهن له عظماً ، فمكث في بطني أربعين صباحاً يطوف معي البحار في ظلمات ثلاث ينادي : « لَا إِلهَ إِلَا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ » 3 قد قبلت ولاية عليّ بن أبي طالب والأئمّة الراشدين من ولده ، فلمّا أن آمن بولايتكم ، أمرني ربّي فقذفته 4 على ساحل البحر 5 .

1.«ألف»: ـ نبيّاً.

2.أي تردّد في حملها من عَيّ وعجز .

3.سورة الأنبياء، الآية ۸۷ .

4.«ألف» : أن أقذفه .

5.جاء في المصدر بعد هذا : فقال زين العابدين : ارجع أيّها الحوت إلى وَكرك ، واستوى الماء .

الصفحه من 81