منهاج الحقّ و اليقين في تفضيل عليّ أميرالمؤمنين علي سائر الأنبياء و المرسلین - الصفحه 38

عن أبي سلمة ، عن أبي سعيد ، قال : سأل أبو عقال ۱ النبيّ صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول اللّه ، من سيّد المسلمين ؟ فقال النبيّ : من تراك تظنّ يا أبا عقال ؟ فقال : آدم . فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : هاهنا من هو أفضل من آدم . فقال أبو عقال : [ يا رسول اللّه ] ۲ أليس قد خلقه اللّه بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وزوّجه حوّاء أمته ، وأسكنه جنّته ، فمن يكون أفضل منه ؟ فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : من فضّله اللّه تعالى . فقال : شيث ؟ فقال صلى الله عليه و آله : أفضل من شيث . فقال : إدريس إذاً . فقال : أفضل من إدريس ونوح . قال : فهود ؟ قال : أفضل من هود وصالح . قال : فموسى ؟ قال : أفضل من موسى وهارون . قال : فإبراهيم ؟ قال : أفضل من إبراهيم وإسماعيل وإسحاق . قال : فيعقوب ؟ قال : أفضل من يعقوب ويوسف . قال : فداوود ؟ قال : أفضل من داوود وسليمان . قال : فأيّوب ؟ قال : أفضل من أيّوب ويونس . قال : فزكريّا ؟ قال : أفضل من زكريّا ويحيى . قال : فاليَسع ؟ قال : أفضل من اليَسع وذي الكفل . قال : فعيسى ؟ قال : أفضل من عيسى .
قال أبو عقال : ما علمتُ مَن هو يا رسول اللّه ، أملك مقرّب ؟ فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : مكلّمك ـ يعني به نفسه ـ . فقال أبو عقال : سررتني يا رسول اللّه . فقال النبيّ ۳ : أفلا أزيدك على ذلك ؟ قال أبو عقال : نعم . قال : اعلم يا أبا عقال ، أنّ الأنبياء والمرسلين ثلاثمئة وثلاثة عشر نبيّاً ؛ لو جعلوا في كفّةٍ وصاحبُك في كفّةٍ ، لرجح عليهم .
قال أبو عقال : ملأتني سروراً يا رسول اللّه ، فمَن بعدك أفضل الناس ؟ قال : عليّ بن أبي طالب . ولكن يا أبا عقال ، فضل عليّ على سائر الخلق كفضل جبرئيل على سائر الملائكة .
وهذا الحديث يدلّ على فضل أمير المؤمنين على جميع الأنبياء ؛ حيث قال النبي صلى الله عليه و آله : فضل عليّ على سائر الخلق كفضل جبرئيل على سائر الملائكة .

المطلب الخامس

ممّا يؤيّد قولنا ، وهو ما ذكره ابن شهر آشوب في مناقبه ۴ عن أبي حمزة الثمالي أنّه

1.أبو عقال : هلال بن زيد بن الحسن الكلبي ، مولى النبي صلى الله عليه و آله ، قبره بعسقلان . انظر: ميزان الاعتدال، ج ۴، ص ۳۱۳ ؛ تهذيب التهذيب، ج ۱۱، ص ۷۰ .

2.مِن «ب» .

3.ألف: ـ النبيّ.

4.مناقب آل أبي طالب، ج ۳، ص ۲۸۱ .

الصفحه من 81