منهاج الحقّ و اليقين في تفضيل عليّ أميرالمؤمنين علي سائر الأنبياء و المرسلین - الصفحه 30

المطلب الثاني

ومن ذلك ما رُوي عن عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام أنّه قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما خلق اللّه تعالى خلقاً أفضل منّي ولا أكرم عليه منّي . قال عليّ عليه السلام : قلت : يا رسول اللّه ، فأنت أفضل أم جبرئيل ؟ قال : يا عليّ ، إنّ اللّه تعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين، وفضّلني على جميع النبيّين والمرسلين ، والفضل بعدي لك ـ يا عليّ ـ وللأئمّة من بعدك۱.
وروى الخوارزمي مرفوعاً إلى النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال : لمّا نفخ اللّه تعالى الروح في آدم عليه السلام قال اللّه : وعزّتي وجلالي ، لو لا عبدان اُريد أن أخلقهما۲في دار الدنيا لما خلقتك . قال آدم : إلهي فيكونان منّي ؟ قال : نعم يا آدم ، ارفع رأسك وانظر . فرفع رأسه فإذا مكتوب : «لا إله إلّا اللّه ، محمّد نبيّ الرحمة ، وعليّ مقيم الحجّة ، من عرف حقّ عليّ زكا وطاب ، ومن أنكر حقّه لُعِنَ وخاب»۳.
وقد تكلّم السيّد المرتضى علم الهدى في هذا المعنى ، فقال : إذا كان اللّه تعالى عالماً بأنّ اللطف في تكليف الأُمم بنبوّة نبيّنا وإمامة أئمّتنا ۴ عليهم السلام فقد صحّ القول على ذلك بأنّه لولاهم ما خلق اللّه تعالى ولا كلّف ولا أثاب ولا عاقب ؛ لأنّ كونهم ألطافاً في التكليف، ولا ينوب غيرهم مقامهم .
ومن ذلك ما ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي في مصباح الأنوار ۵ عن أنس بن مالك ، قال : صلّى بنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله في بعض الأيّام صلاة الفجر ، ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم ، فقلت : يا رسول اللّه ، إن رأيت أن تُفسّر لنا قول اللّه تعالى : « فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولَئِكَ رَفِيقاً »۶ . فقال صلى الله عليه و آله : أمّا النبيّون فأنا ، وأمّا الصدّيقون فأخي عليّ بن أبي طالب ، وأمّا الشهداء فعمّي حمزة ، وأمّا الصالحون فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين .

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲، ص ۲۳۷ ؛ علل الشرائع، ص ۵ ؛ كمال الدين وتمام النعمة، ص ۲۵۴ ؛ تأويل الآيات الظاهرة، ج ۱، ص ۱۸۷ ـ ۱۸۸ .

2.«ب» : اُخلّفهما .

3.المناقب للخوارزمي ، ص ۳۱۸ ؛ وعنه في كشف اليقين، ص ۷ ـ ۸ ؛ وراجع مئة منقبة، ص ۸۳ .

4.«ألف» : الأئمّة .

5.عنه في تأويل الآيات الظاهرة، ج ۱، ص ۱۳۷ ـ ۱۳۸ ؛ مدينة المعاجز، ج ۳، ص ۴۱۹ ـ ۴۲۱ .

6.سورة النساء ، الآية ۶۹ .

الصفحه من 81