منهاج الحقّ و اليقين في تفضيل عليّ أميرالمؤمنين علي سائر الأنبياء و المرسلین - الصفحه 29

أختار من أشاء ، فأنا وأهل بيتي صفوة اللّه وخيرته من خلقه . ثمّ قال : « سُبْحَانَ اللّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ » به 1 كفّار أهل مكّة . ثمّ قال : « وَرَبُّكَ » 2 يعني يا محمّد « يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ » من بغض المنافقين لك ولأهل بيتك « وَمَا يُعْلِنُونَ » [ بألسنتهم من الحبّ لك ولأهل بيتك ] 3 .
وأيضاً من ذلك ما ذكره أبو نعيم في كتابه 4 الذي استخرجه من كتاب الاستيعاب في تفسير قوله تعالى : « وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُسُلِنَا » 5 على ما بعثوا . فقال : إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله ليلة اُسري به جمع اللّه بينه وبين الأنبياء ، ثمّ قال له : سلهم يا محمّد : على ما ذا بعثتم إذ بعثتم 6 ؟ قالوا : بُعثنا على شهادة أن لا إله إلّا اللّه ، والإقرار بنبوّتك ، وعلى الولاية لعليّ بن أبي طالب . هذا الخبر ، ذكره ابن عبد البرّ في كتاب الاستيعاب 7 .
قال أبو جعفر الطوسي :
انظر الآن ـ أيّها المستبصر لنفسك في فوزها وسعادتها وقربها إلى ربّها ـ كيف افترض اللّه على الأنبياء ـ آدم ومَن دونه ـ من الإقرار بولاية أمير المؤمنين وجليل قدره وما خصّه اللّه من الكرامة والتعظيم ؛ إذ قرن ولايته والإقرار بها بنبوّة الرسول صلى الله عليه و آله ووحدانيّته تعالى . ومن افترض اللّه تعالى الإقرار بولايته على الأنبياء ـ آدم ومَن دونه ـ واجب على جميع الخلق 8 الإقرار بولايته ، خصوصاً هذه الاُمّة . وصار 9 الإقرار أمانة في أعناقهم، وبها إكمال دينهم وإتمام النعمة عليهم ورضَى الربّ عنهم .

1.من المصدر .

2.«ألف»: ـ به. وفي الطرائف بعد إيراد الآية : «يعني اللّه منزّه عمّا يشركون به ...» .

3.سورة القصص : الآية ۶۹ .

4.الطرائف، ص ۱۰۱ ؛ خصائص الوحي المبين، ص ۱۷۱ ؛ نهج الإيمان، ص ۵۰۵ ـ ۵۰۶ كلّها عن كتاب أبي نعيم المحدّث .

5.سورة الزخرف ، الآية ۴۵ .

6.الطرائف : يا محمّد ، سلهم على ماذا بعثتم .

7.لم نعثر عليه في الاستيعاب المطبوع .

8.«ب» : خلق اللّه تعالى .

9.«ب» : إذ صار .

الصفحه من 81