الرضيّة والصفات المرضيّة والأفعال الزكيّة والأخلاق البهيّة والسعادة الأبديّة ، الفائق بين الأنام من الأمثال والأقران على كافّة الأصحاب والإخوان ، الموفّق بتوفيقات [ اللّه ] ^۱ الصمد القويّ ، مولانا ^۲ خواجه عليّ الآملي ^۳ أن أجمع شيئاً من الدلائل الواضحة والبراهين اللائحة ما يطابق الحقّ . فجمعتُ هذه الرسالة إجابة لملتمسه من كتب الفريقين ، وسمّيته : منهاج الحقّ واليقين في تفضيل عليّ أمير المؤمنين على سائر الأنبياء والمرسلين ، ورتّبته على عدّة مطالب .
أقول ـ وباللّه التوفيق ـ:
أمّا حجّة القائلين بتفضيل عليّ عليه السلام على الأنبياء ^۴ ، وهو ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده ^۵ عن عائشة أنّها سمعَت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول في معنى الخوارج : إنّهم شرّ الخلق والخليقة ، فيقتلهم خير الخلق والخليقة وأقربهم عند اللّه وسيلة ^۶ .
وأيضاً يكفي في ذلك كونه عليه السلام نفس رسول اللّه صلى الله عليه و آله التي هي أشرف النفوس من جميع مخلوقاته . يقول اللّه تعالى : « وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ »^۷ فإذا كان نفسه صلى الله عليه و آله أشرف نفوس العالمين وعليٌّ عليه السلام نفسه وشقيق نوره ، فحينئذٍ عليٌّ أفضل من الأنبياء .
أليس رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان أطيب الناس كلاماً ، وعليٌّ أولى الناس به لأنّه نفسه ؟
أليس رسول اللّه صلى الله عليه و آله أحسن الناس خَلقاً وخُلقاً ، وعليٌّ أولى الناس به لأنّه نفسه ؟
أليس رسول اللّه صلى الله عليه و آله أشجع الناس كافّةً ، وعليٌّ أولى الناس به لأنّه نفسه ^۸ ؟
أليس رسول اللّه صلى الله عليه و آله أفضل الناس حسباً وأجلّهم نسباً ، وعليٌّ أولى الناس به ؟