هو المنشئ» إلى آخره. والفعلان بصيغة المضارع المعلوم من باب الإفعال، أي لو أشبهه شيء في التجرّد ونفوذ الإرادة، لأمكن أن يكون فارقا شريكا للّه ، فلا يصحّ الحصر.
وفيه دلالة على عدم مجرّد سوى اللّه ، ولو أشبه هو شيئا في الجسميّة لكان منشأ مفروقا، لا فارقا.
السابع: (مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْحَمَّانِيِّ) . منسوبٌ إلى حمّان ـ بفتح المهملة وشدّ الميم والنون ـ اسم رجل. وقيل في ترجمة يحيى بن عبد الحميد: الحمّاني بكسر المهملة ۱ .
(قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليهماالسلام: إِنَّ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ زَعَمَ) أي ادّعى وقتا ما قبل وصوله إلى مجلس أبي عبداللّه عليه السلام ، ولو كان المراد بقاءَه عليه لكان القدح راجعا إلى الحسن؛ لأنّه نسب إليه ما ليس فيه، واتّقاه الإمام، أو لنحو ذلك.
(أَنَّ اللّهَ تَعَالى۲جِسْمٌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، عَالِمٌ، سَمِيعٌ ، بَصِيرٌ، قَادِرٌ، مُتَكَلِّمٌ، نَاطِقٌ) أي باللسان، فهو أخصّ من المتكلّم.
(وَالْكَلَامُ وَالْقُدْرَةُ وَالْعِلْمُ يَجْرِي مَجْرى وَاحِدٍ، لَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا مَخْلُوقا. فَقَالَ عليه السلام : قَاتَلَهُ اللّهُ ) . قد يُراد بهذا «عاداه» أو «لعنه». وقد يُراد به التعجّب من الشيء، كقولهم: تَرِبَت يداه ۳ . ولا يُراد به حينئذٍ وقوع الأمر. والمراد به هنا الأخير. وإن اُريد أحد الأوّلين، فضمير «قاتله» راجع إلى القائل بهذا القول حين هو قائل به، لا مطلقا. و«فاعَلَ» يكون بين اثنين في الغالب، وقد يكون للواحد ك«سافرت» و«طارقت».
1.في حاشية «أ» : «القائل ميرزا محمّد في باب الكنى (منه دام ظله)» .
2.في الكافي المطبوع : - «تعالى» .
3.قال ابن الأثير في النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۸۴ : «عليك بذات الدين تربت يداك قرب الرجل إذا افتقر ، أي لصق بالتراب . وأترب : إذا استغنى . وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون بها الدعاء على المخاطب ولا وقوع الأمر به كما يقولون : قاتله اللّه . وقيل : معناها : للّه درك . وقيل : أراد به المثل ليري المأمور بذلك الجدّ ، وإنّه إن خالفه فقد أساء» .