شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 431

يتولّد منها فطرة أبي البشر آدم إلى أن ينتهي الأمر إلى نور وجود حضرة الخاتم ـ صلّى اللّه عليه وآله الوارثين لكماله وسلم ـ الّذي منه نزل وتنزل الأمر ، وإليه يصعد ويرجع أمر العالم «إليه يصعد الكلم الطيّب والعمل الصّالح يرفعه»۱ ولا يصلح لإصلاح العمل إلّا يد اللّه العليا الباسطة بالرحمه الواسعة ، كيف لا ؟ ولقد قال تعالى : «مثلُ كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء»۲ ، أي أصلها ضارب عروقها في الأرض ليستقرّ فيها ويستقل في التصرّف فيها وتدبير أمرها إلى الغاية المطلوبة منها ، والشجرة هي شجرة طوبى وسدرة المنتهى ، وهي تلك النفس الكلية الإلهية المسمّاة بذات اللّه العليا ، وعروقها إنّما هي تلك الطبيعة الكلية التي هي ۳ الموصوفة بما وصفناها ۴ ، وإنّ الأرض هي كليّة عالم الأجسام الهيولانية بعلويها وسفليها التي غرست فيها شجرة طوبى ، وإنّ السماء هي جنة المأوى التي تأوي ۵ إليها الكلم الطيّب بتوابعه وأتباعه ولواحقه وأشياعه يوم يعرج إليه الملائكة والرّوح ، وإنّ شجرة طوبى والكلم الطيب وجنة المأوى كلّها هي تلك النفس الكليّة والكلية الإلهية المسمّاة بالعلوية العلوية العليا ، وإنّ جنة المأوى قد تنزّلت بروحانيتها الربّانية من عالم العند وعالم الخزائن إلى أن تصوّرت وتمثّلت بصورة الأرض / الف 71 / الجسمانية الهيولانية «ثم يعرج إليه في كل يوم كان مقداره خمسين ألف سنة» ۶«يوم تبدَّل الأرض غير الأرض»۷«وأشرقت الأرض بنور ربّها»۸ .
وأما قوله « والألف الراكد الّذي يظهر بصورة الياء فيكون ياء ۹ » ، فالركود منها كناية عن الخفض والانخفاض ، كما أنّ القيام هنالك ـ أي في مقام الوصف عن صفة الاسم

1.سورة فاطر ، الآية ۱۰.

2.سورة إبراهيم ، الآية ۲۴ .

3.م : - التي هي .

4.ح : وصفناه .

5.م : تأدى .

6.اقتباس من سورة السجدة ، الآية ۵ وسورة المعارج ، الآية ۴ .

7.سورة إبراهيم ، الآية ۴۸ .

8.سورة الزمر ، الآية ۶۹ .

9.ح : .. . الباء ويكون باء .

الصفحه من 442