شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 397

آخر من حلّ عقدة حديث العطّارة غير طور قد سبقت الإشارة إليها في تمهيداتنا المتقدمة كما لا يخفى على اُولى النهى بعد التأمل الوافي فيهما وفي وجه التفرقة بينهما ، ولكن بينهما تلازم في التحقّق تصاحب في الصدق ؛ لأنّ كل حقين من حقائق الأشياء متصادقان دائما . وحاصل هذا الطّور الآخر الّذي قصدنا الإشارة إليه هاهنا لمزيد الإفادة هو كون كلّ دركة من دركات الظلمة التي ملاكها النقيصة الإمكانية متّحدة في الوجود مع ما يقابلها من درجات النور الّذي ملاكه كمال الوجود والموجودية الحقيقية والحقيقة الوجوبيّة : متحصّل معه في عالمه ، مجعولة بعين جعله ، موجودة بعين وجوده ثانيا وبالعرض اتحاد الهيئة بوجودها الموجود بالأصالة ، وهي موجودة بضرب من التبعية .
وأما الطور الآخر الّذي سبقت الإشارة إليها في التمهيدات المتقدّمة فالتقابل المبتني بيانه عليه لا يكون من قبيل مقابلة المهيّة بوجودها الموجودة هي به المتحدة به في وعاء العين والخارج / الف 51 / المغايرة له في ضرب من الذهن ، فإنّه يكون من قبيل تقابل ۱ إبليس لآدم عليه السلام ومن مقولة مقابلة النفس الحسّاسة منّا للنفس الناطقة القدسية منّا ، يكون لكلّ من المتقابلين وجود غير وجود الآخر ، وبائن عنه بينونة ۲
العزلة كإبليس المعروف المنظر وآدم أبينا أبي البشر عليه السلام ، أو بمجرد البينونة في الحكم والصّفة كالنّفس البهيمية السبعية منّا ونفسنا الناطقة القدسية اللاهوتية ؛ فإنّ منزلة وجود القوة الحساسة الحيوانية من الناطقة القدسية في كل نفس وشخص منزلة الصنم والظلّ والصّورة من الأصل والحقيقة فطرة ، فتفطن .
وبعبارة اُخرى بها يتضح سرّ المدّعى : أنّ التقابل بين خزائن القبيلتين المتقابلتين ـ قبيلة النور وقبيلة ۳ الظلمة ـ هو التقابل بين ملاكي النّور والظلمة المتحدين في الوجود « قل كلّ من عند اللّه »۴ ، والتقابل بين كلّ نور وظلمةٍ تُقابله وتباينه في الوجود

1.ح : - تقابل .

2.ح : ببينونة .

3.م : - قبيلة .

4.سورة النساء ، الآية ۷۸.

الصفحه من 442