شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 398

ـ إن نوعا فنوعا ، وإن شخصا فشخصا ـ هو التقابل بين عينيهما المتغايرتين في الوجود « ما أصابك من حسنة فمن اللّه وما أصابك من سيئة فمن نفسك»۱« قل كلٌّ يعمل على شاكلته »۲ .
وظاهر حديث العطّارة إنّما يجري على مجرى الظاهر الجاري على التغاير والتباين والوجود والعين ، وباطنه الّذي هو عالم الخزائن يجري على مجرى الباطن الّذي شأنه الجمع بين المتخالفات والتأليف بين المتنافرات ؛ فإنّ منزلة الجمع ـ كما قد مرّ مرارا ـ لهي المنزلة بين المنزلتين . هذا مع كون الظاهر عنوان الباطن ، فلا تغفل ؛ فإنّه درّة يتيمةٌ من درر الخزائن .

تكملة في مزيد الإفادة في التبصرة

[في شرح ما جاء في كيفية حدوث الأسماء]

في الكافي في باب حدوث الأسماء : « عليّ بن محمّد ، عن صالح بن أبي حماد، عن الحسين بن يزيد ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام / ب 51 / قال:
إنّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ خلق اسما بالحروف غير متصوّت ، وباللفظة غير منطق ، وبالشخص غير مجسّد ، وبالتشبيه غير موصوف ، وباللون غير مصبوغ ، منفيٌّ عنه الأقطار ، مبعّد عنه الحدود ، محجوب عنه حسّ كل متوهّم ، مستتر غير مستور ، فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا ، ليس واحد منها قبل الآخر ، فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها ، وحجب منها واحدا وهو الاسم المكنون المخزون ، فهذه الأسماء التي ظهرت فالظاهر هو «اللّه » تبارك وتعالى ، وسخّر سبحانه لكل اسم من هذه الأسماء أربعة أركان ، فذلك اثنا عشر ركنا ، ثمّ خلق لكلّ ركن منها ثلاثين اسما فعلاً منسوبا إليها ، فهو: الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدّوس ، الخالق البارئ، المصوّر ، الحيّ القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ، العليم الخبير الحكيم ، العزيز ، الجبار ، المتكبّر ، العلي ، العظيم ، المقتدر ، القادر ، السّلام ، المؤمن ، المهيمن ـ [ ... ] ـ حتى تتمّ ثلاثمئة وستين اسما ، فهي نسبة لهذه الأسماء الثلاثة ، وهذه الأسماء الثلاثة أركان ، وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة ؛ وذلك قوله تعالى «قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرحمن أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى»۳ » ، انتهى ۴
.

1.سورة النساء ، الآية ۷۹ .

2.سورة الإسراء ، الآية ۸۴ .

3.سورة الإسراء ، الآية ۱۱۰.

4.الكافي، ج۱ ، ص ۱۱۲ ، ح۱ .

الصفحه من 442