شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 368

العالم ، ويد اللّه الباسطة بالجود والكرم .
وفي مقام آخر ركن الخلق المعبّر عنه بجبرئيل الموكّل بأصل الخلقة ؛ وركن الرزق المعبّر عنه بميكائيل الموكل بالرزق والتنمية ؛ وركن الحياة المعبّر عنه بإسرافيل الموكل بنفخ الرّوح وبنفخ الصّور ؛ وركن الموت المعبّر عنه بعزرائيل الموكّل بالقبض والاماتة .
وهؤلاء الأركان الأربعة هي الأرواح المقدّسة الكلّية الإلهيّة التي لكلّ منها حكم سلطنة في النشئات الثلاث والمواطن والعوالم الثلاثة الكلية وهي : عالم الجبروت وعالم الملكوت وعالم الملك المشهود ، والحكم والسلطنة لا ينفكّ عن الوجود ، فلا تغفل!
ومن هنا صارت الأركان من اثني عشر وتمثّلت في الوجود الثاني العلوي باثني عشر صورة يسمّى كلّ صورة بالبرج ، وكما هو المعروف المشهور بين الجمهور لكلّ من تلك الأركان الاثني عشرية ثلاثون جندا يسمّى كلّ جند منها بالدّرجة ؛ وقد يعبّر في ألسنة الأحاديث والآثار المأثورة عنهم عليهم السلام عن البرج بالركن كما أشرنا ، وعن الدّرجة بالفعل ، وعن كلّ منهما بالاسم أي اسم اللّه تعالى .
والحاصل من ضرب الاثني عشر في الثلاثين هو عدد أيام السنة ، وهو ستّون وثلاثمئة ، كلّ يوم منها كلمة من / ب 34 / كلمات اللّه واسمٌ من أسمائه الحسنى ، وقد انقسم مجموع البُروج المذكورة والأركان الاثني عشرية بوجودها الجمعي إلى ثمانية وعشرين منزلاً معروفة بالمنازل القمرية ، مطابقة لعدد ۱ الحروف الصّحيحة الهجائية . وقد انقسم ذلك المجموع بالوجود الجمعي أيضا إلى أربعة أرباع ، وهي بعينها الأركان الأربعة العنصرية الأرضية التي خلقت قبل خلق السماوات السّبع وجعلت مادة لخلق السماوات السّبع والأرضين السّبع التي هي تحتهنّ : ربع منها نارية جبرئيلية ، وربع منها مائيّة ميكائيلية ، وربع منها هوائية إسرافيلية ، وربع منها ترابية عزرائيلية .

1.م : بعدد .

الصفحه من 442