شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 315

وبالجملة فمعنى قوله عليه السلام « بقاء في فناء » هو ۱ كون بقاء تلك النفس الكلية العلوية العليا بعينه عين فنائها ، وفناؤها بعينه عين بقائها من جهة واحدة ، وهكذا في تتمّة تلك القوى الإلهية .
هذا ، ولكن يحب أن يعلم ويقال بالفرق هاهنا بينه تعالى وبين عبده المقرّب المتخلّق بأخلاقه جلّ وعلا ؛ فإنّ اقتدار العبد المتخلق بالتمكّن من ذلك الجمع الكاشف عن كماله ووصاله إنّما هو بحوله وقوّته وقدرته التي قال تعالى في الإشارة إلى سريانها وشمولها وقهرها وإحاطتها : «فسبحان الّذي بيده ملكوت كلّ شيء وإليه ترجعون»۲ وقال تعالى : «ألا إلى اللّه تصير الاُمور»۳«ألا إنّه بكلّ شيء محيط»۴«وهو القاهر فوق عباده»۵ وإن كانت تلك اليد الباسطة القاهرة / ب 5 / الفائقة الإلهية بعينها تلك النفس الكليّة المحيطة القاهرة الفائقة العلويّة العليا ، وهي بعينها ذلك العقل الكلّي الإلهي ، القاهر المحيط الفائق على أيدي الأشياء ، وكلتا يديه تعالى يمين۶.
وفي الرجبية الخارجة من الناحية المقدّسة : فجعلتهم معادن لكلماتك وأركانا لتوحيدك وآياتك ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كلّ مكان ، يعرفك بها من عرفك ، لا فرق بينك وبينها إلّا أنهم عبادك وخلقك ، وفتقها ورقتها بيدك ، بدؤها منك ، وعودها اليك ، أعضاد وأشهاد ومناة وأزواد وحفظة ورُوّادٌ ، فبهم ملأتَ سماءك وأرضك حتى ظهر أن لا إله إلّا أنت ...۷الدعاء .
وظاهر أنّ المراد بتلك المعادن والأركان والمقامات التي لا تعطيل لها في شيء من الأمكنة ولا في وقت من الأوقات والأزمنة إنّما هو حضرة نبيّنا و ۸
نبيّ الأنبياء وآله الوارثين لكماله ، مصابيح الدّجى صلى الله عليه و آله الذين هم خزنة خزائن اللّه تعالى ، ومفتاح مفاتح

1.م : - هو .

2.سورة يس ، الآية ۸۱.

3.سورة الانعام ، الآية ۱۸ .

4.سورة فصّلت ، الآية ۵۴ .

5.سورة الشورى ، الآية ۵۳ .

6.عوالى اللئالى ، ج ۱ ، ص ۵۰ .

7.راجع : بحار الانوار ، ج۹۸ ، ص ۳۹۳ .

8.ح : - و .

الصفحه من 442