شرح حديث زينب عطاره - الصفحه 314

وعنهم عليهم السلام : لنا حالات مع اللّه ؛ نحن هو ، وهو نحن ، وهو هو ، ونحن نحن .۱
إلى غير ذلك من الآيات والأخبار التي لا يكاد يحصى.
وإلى سرّ ذلك الجمع الكاشف عن حقيقة الحال على وجه التمثيل والتمثال [يشير ]قول قبلة العارفين عليّ أمير المؤمنين عليه السلام ـ روحي له الفداء ـ حين سأله كميل بن زياد أن يعرّفه نفسه ، في جملة ما قال عليه السلام في جوابه : والكلية الإلهيّة لها خمس قوى : بقاء في فناء ، ونعيم في شقاء ، وعزّ في ذلّ ، وفقر في غنى ، وصبر في بلاء۲، ويعني عليه السلام من « الكلية الإلهية » هاهنا ۳ : النفس الكلية الإلهية اللاهوتية التي هي روح القدس الّذي به بعثت الأنبياء ، وبه أيّدوا ، وبه علموا الأشياء ، وذلك الروح يسمّى بـ « روح القدس الأدنى » الّذي هو حقيقة العلويّة العليا ، والمسمّاة بذات اللّه العليا التي قال تعالى فيها حكاية عن عيسى عليه السلام : «ولا أعلم مافي نفسك»۴ .
وأمّا « روح القدس الأعلى » فهي حقيقة المحمدية ۵ البيضاء / الف 5 / التي هي عقل الكلّ الكلّي المسمّى بحقيقة الحقائق في الأشياء ، وبالدرّة البيضاء ، وبالقلم الأعلى ، كما يسمّى تلك النّفس الكليّة بالدرّة الصفراء وباللوح ۶
المحفوظ الّذي كتب ذلك القلم الأعلى بأمره تعالى ، فيه كل ما هو كائن إلى يوم القيامة ؛ جفّ القلم بما هو كائن ۷ ، وجفّت الصحف كذلك ، ومن هنا يسمّى باُمّ الكتاب «إنّه في اُمّ الكتاب لدينا لَعليٌّ حكيم»۸ . ومنزلة تلك النفس الكلية العلوية من ذلك العقل الكلّ الكلّي المحمّدي منزلة الإرادة الكليّة الإلهية المحيطة القاهرة من العلم الكلي الإلهي المحيط الباهر الّذي «لا يعزب عنه مثقال ذرّة في الأرض ولا في السّماء» . ۹

1.الكلمات المكنونة ، ص ۱۱۴ ؛ اللمعة البيضاء ، ص ۲۸ .

2.شرح الأسماء الحسنى ، ص ۴۵ .

3.م : - هاهنا .

4.سورة المائدة ، الآية ۱۱۶ .

5.وهي وسط الكلّ في الكلّ ، وتكب لنفس الكلية خليفته في تلك المنزلة العليا «منه أعلى اللّه مقامه» .

6.ح : + القلم .

7.راجع : بحار الأنوار ، ج ۲۸ ، ص ۴۹ ، الصحيح للبخاري ، باب القدر ، ج ۸ ص ۱۵۲ وقارن : التوحيد ، ص ۳۴۳ .

8.سورة الزخرف ، الآية ۴ .

9.اقتباس من سورة يونس ، الآية ۶۱ : «وما يعزب عن ربك ...» .

الصفحه من 442