أصحابِه ۱ : «كيفَ أنتَ إذا أتاكَ فَتّانا القَبرِ؟!» فقال: يا رَسولَ اللّهِ، ما فَتّانا القَبرِ؟ قال: «مَلَكانِ فَظّانِ ۲ ، غَليظانِ، أصواتُهما كالرَّعدِ القاصِفِ، وأبصارُهما كالبَرقِ الخاطِفِ، يَطَآنِ في أشعارِهما، ويَحفِرانِ الأرضَ بأنيابِهما، فيَسألانِكَ». قال: وأنا على مِثلِ هذه الحالِ؟ قال: «و أنتَ على مِثلِ حالِكَ هذِه» قال: «إذَن أكفيكَهُما ۳ ». ۴
۹.محمّد بن أبي عُمير، عن عليّ، عن أبي بصير، قال:سَألتُ أبا عبد اللّه عليه السلام عن أرواحِ المُؤمنينَ، فقال: «في حُجُراتِ الجَنّةِ، يأكُلُونَ مِن طعامِها، ويَشرَبونَ مِن شَرابِها، ويَقولونَ: رَبَّنا أقِم لنا الساعَةَ، وأنجِز لَنا ما وَعَدتَنا، وألحِق آخِرَنا بِأوّلِنا».
و قال : سَألتُه ۵ عن أرواحِ المُشركينَ، فقال: «فِي النارِ يُعذَّبونَ، و يَقولونَ: رَبَّنا لا تُقِم لَنا الساعَةَ، ولا تُنجِز لَنا ما وَعَدتَنا، ولا تُلحِق آخِرَنا بِأوّلِنا». ۶
۱۰.القاسمُ، عن ۷ حسين بن حمّاد، عن يونس بن ظَبيان، قال: كنتُ عِندَ أبي عبد اللّه عليه السلام ، فقال لي: «ما يَقولُ الناسُ في أرواحِ المُؤمنينَ؟» فقلتُ: يَقولونَ: يَكونُ في حَواصِلِ ۸ طُيورٍ خُضرٍ في قَناديلَ تَحتَ العَرشِ، فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : «سُبحانَ اللّهِ!
1.ب : ـ «يرفعه» إلى «لبعض أصحابه».
2.الفَظُّ : الخَشِنُ في الكلام، والفَظَظُ : خشونة في الكلام. ورجل فَظٌّ : ذو فَظاظةٍ جافٍ غليظٌ، في منطقِه غِلَظٌ وخشونةٌ. لسان العرب، ج۷، ص ۴۵۱ (فظظ).
3.البحار: «أكفيهما».
4.بحارالأنوار، ج ۶، ص ۲۱۵، باب أحوال القبر و...، ح ۵.
5.ب: ـ «سألته» إلى آخر الرواية.
6.الكافي، ج ۳، ص ۲۴۴، باب آخر في أرواح المؤمنين، ح ۴ ، إلى قوله «وألحق آخرنا بأوّلنا » ؛ وفيه ، ص ۲۴۵ ، باب في أرواح الكفّار ، ح ۱ من قوله «وقال : سألته » ، كلاهما بسند آخر عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن عثمان ، مع اختلاف يسير ؛ المحاسن، ج ۱، ص ۲۸۵، باب أرواح المؤمنين، ح ۵۶۲ بسند آخر ، مع اختلاف يسير . بحارالأنوار، ج ۶، ص ۲۶۹، باب أحوال البرزخ و...، ذيل ح ۱۲۲.
7.ب، ج، د: «بن».
8.الحَوصَلَة ـ بالتخفيف والتشديد : واحِدَةُ حَوَاصِل الطير، وهي ما يَجتَمع فيها الحبُّ وغَيره من المأكول، وهي للطير كالمَعِدَة للإنسان. مجمع البحرين، ج ۱، ص ۴۱۶ (حصل).