629
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

أوسِ بنِ جابِرِ بنِ كَعبِ بنِ عُلَيمٍ الكَلبِيَّ أصهارَ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهم السلام ، فَكانوا أدِلّاءَهُ عَلى طَريقِهِ وعَلَى المِياهِ ، فَلَم يَزَل مُغِذّا في أثَرَ الضَّحّاكِ حَتّى لَقِيَهُ بِناحِيَةِ تَدمُرَ فَواقَفَهُ فَاقتَتَلوا ساعَةً ، فَقُتِلَ مِن أصحابِ الضَّحّاكِ تِسعَةَ عَشَرَ رَجُلاً ، وقُتِلَ مِن أصحابِ حُجرٍ رَجُلانِ : عَبدُ الرَّحمنِ وعَبدُ اللّهِ الغامِديُّ ، وحَجَزَ اللَّيلُ بَينَهُم ، فَمَضَى الضَّحّاكُ ، فَلَمّا أصبَحوا لَم يَجِدوا لَهُ ولِأَصحابِهِ أثَرا . ۱

ه ـ غارَةُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ قَباثِ

۵۲۱.الكامل في التاريخـ في أحداثِ سَنَةِ تِسعٍ وثَلاثينَ هجريّة ـ: وفيها سَيَّرَ مُعاوِيَةُ عَبدَ الرَّحمنِ بنَ قَباثِ بنِ أشيَمَ إلى بِلادِ الجَزيرَةِ وفيها شَبيبُ بنُ عامِرٍ ـ جَدُّ الكِرمانِيِّ الَّذي كانَ بِخُراسانَ ـ وكانَ شَبيبٌ بِنَصيبينَ ، فَكَتَبَ إلى كُمَيلِ بنِ زِيادٍ ، وهُوَ بِهيتَ ، يُعلِمُهُ خَبَرَهُم .
فَسارَ كُمَيلٌ إلَيهِ نَجدَةً لَهُ في سِتِّمِئَةِ فارِسٍ ، فَأَدرَكوا عَبدَ الرَّحمنِ ومَعَهُ مَعَنُ بنُ يَزيدَ السُّلَمِيُّ ، فَقاتَلَهُما كُميلٌ وهَزَمَهُما ، فَغَلَبَ عَلى عَسكَرِهِما ، وأكثَرَ القَتلَ في أهلِ الشّامِ ، وأمَرَ أن لا يُتبَعُ مُدبِرٌ ولا يُجهَزَ عَلى جَريحٍ ، وقُتِلَ مِن أصحابِ كُمَيلٍ رَجُلانِ .
وكَتَبَ إلى عَلِيٍّ بِالفَتحِ فَجَزاهُ خَيرا ، وأجابَهُ جَوابا حَسَنا ورَضِيَ عَنهُ ، وكانَ ساخِطا عَلَيهِ ... .
وأقبَلَ شَبيبُ بنُ عامِرٍ مِن نَصيبينَ فَرَأى كُمَيلاً قَد أوقَعَ بِالقَومِ فَهَنَّأَهُ بِالظَّفَرِ ، وأتبَعَ الشّامِيّينَ فَلَم يَلحَقهُم ، فَعَبَرَ الفُراتَ ، وبَثَّ خَيلَهُ ، فَأَغارَت عَلى أهلِ الشّامِ حَتّى بَلَغَ بَعلَبَكَّ .

1.الغارات : ج۲ ص۴۲۱ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
628

فَأَغارَ خَيلُهُ عَلَى الحاجِّ ، فَأَخَذَ أمتِعَتَهُم ، ثُمَّ أقبَلَ فَلَقِيَ عَمرَو بنَ عُمَيسِ بنِ مَسعودٍ الذُّهلِيَّ ـ وهُوَ ابنُ أخي عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعودٍ صاحِبِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ـ فَقَتَلَهُ في طَريقِ الحاجِّ عِندَ القُطقُطانَةِ ۱ وقَتَلَ مَعَهُ ناسا مِن أصحابِهِ .
قالَ أبو رَوقٍ : فَحَدَّثَني أبي أنَّهُ سَمِعَ عَلِيّا عليه السلام وقَد خَرَجَ إلَى النّاسِ وهُوَ يَقولُ عَلَى المِنبَرِ : يا أهلَ الكوفَةِ ! اُخرُجوا إلَى العَبدِ الصّالِحِ عَمرِو بنِ عُمَيسٍ ، وإلى جُيوشٍ لَكُم قَد اُصيبَ مِنها طَرَفٌ ؛ اُخرُجوا فَقاتِلوا عَدُوَّكُم وَامنَعوا حَريمَكُم ، إن كُنتُم فاعِلينَ .
قالَ : فَرَدّوا عَلَيهِ رَدّا ضَعيفا ، ورَأى مِنهُم عَجزا وفَشَلاً فَقالَ :
وَاللّهِ ، لَوَدِدتُ أنَّ لي بِكُلِّ مِئَةٍ مِنكُم رَجُلاً مِنهُم ، وَيحَكُم اُخرُجوا مَعي ، ثُمَّ فِرّوا عَنّي إن بدا لَكُم ، فَوَاللّهِ ما أكرَهُ لِقاءَ رَبّي عَلى نِيَّتي وبَصيرَتي ، وفي ذلِكَ رَوحٌ لي عَظيمٌ ، وفَرَجٌ مِن مُناجاتِكُم ومُقاساتِكُم ومُداراتِكُم مِثلَ ما تُدارى البِكارُ العَمِدةُ ، وَالثِّيابُ المُتَهَتِّرَةُ ، كُلَّما خِيطَت مِن جانِبٍ تَهَتَّكَت عَلى صاحِبِها مِن جانِبٍ آخَرَ ، ثُمَّ نَزَلَ .
فَخَرَجَ يَمشي حَتّى بَلَغَ الغَرِيَّينِ ۲ ، ثُمَّ دَعا حُجرَ بنَ عَدِيٍّ الكِندِيَّ مِن خَيلِهِ فَعَقَدَ لَهُ ثَمَّ رايَةً عَلى أربَعَةِ آلافٍ ، ثُمَّ سَرَّحَهُ . ۳
فَخَرَجَ حَتّى مَرَّ بِالسَّماوَةِ ۴ ـ وهِيَ أرضُ كَلبٍ ـ فَلَقِيَ بِها امرَأَ القَيسِ بنَ عَدِيِّ بنِ

1.القطقطانة : موضع قرب الكوفة من جهة البرّية بالطفّ ، كان بها سجن النعمان بن المنذر (معجم البلدان : ج ۴ ص ۳۷۴) .

2.الغَرِيّان : طربالان ، وهما بناءان كالصومعتين بظاهر الكوفة ، قرب قبر عليّ بن أبي طالب (معجم البلدان : ج۴ ص۱۹۶) .

3.سرَّحتُ فلاناً إلى موضع كذا : إذا أرسلته (لسان العرب : ج۲ ص۴۷۹) .

4.السَّمَاوَة : ماء بالبادية ، وبادية السماوة التي هي بين الكوفة والشام قفرى أظنّها مسمّاة بهذا الماء ، وقال السكري : السماوة ماء لكلب (معجم البلدان : ج۳ ص۲۴۵) .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 282159
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي