إلَى الصُّلحِ ، فَكَتَبوا بَينَهُم كِتاباً بِالمُوادَعَةِ إلى قُدومِ عَلِيٍّ عَلى أن لا يَعرِضَ بَعضُهُم لِبَعضٍ في سوقٍ ولا مَشرَعَةٍ ، وأنَّ لِعُثمانَ بنِ حُنَيفٍ دارَ الإِمارَةِ وبَيتَ المالِ وَالمَسجِدَ ، وأنّ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ يَنزِلانِ ومَن مَعَهُما حَيثُ شاؤوا . ثُمَّ انصَرَفَ النّاسُ وألقَوُا السِّلاحَ . ۱
ج ـ اِستيلاءُ النّاكِثينَ عَلَى البَصرَةِ
۳۵۰.الجملـ في ذِكرِ ماحَدَثَ بَعدَ مُصالَحَةِ عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ وأصحابِ الجَمَلِ ـ : طَلَبَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ غَدرَتَهُ ، حَتّى كانَت لَيلَةٌ مُظلِمَةٌ ذاتُ رِياحٍ ، فَخَرَجَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ وأصحابُهُما حَتّى أتَوا دارَ الإِمارَةِ وعُثمانُ بنُ حُنَيفٍ غافِلٌ عَنهُم ، وعَلَى البابِ السَّبابِجَةُ يَحرُسونَ بُيوتَ الأَموالِ ـوكانوا قَوما مِنَ الزُّطِّ ۲ قَدِ استَبصَروا وأكَلَ السُّجودُ جِباهَهُم ، وَائتَمَنَهُم عُثمانُ عَلى بَيتِ المالِ ودارِ الإِمارَةِ ـ فَأَكَبَّ عَلَيهِمُ القَومُ وأخَذوهُم مِن أربعِ جَوانِبِهِم ، ووَضَعوا فِيهِمُ السَّيفَ ، فَقَتَلوا مِنهُم أربَعينَ رَجُلاً صَبرا !يَتَوَلّى مِنهُم ذلِكَ الزُّبَيرُ خاصَّةً ، ثُمَّ هَجَموا عَلى عُثمانَ فَأَوثَقوهُ رِباطا ، وعَمَدوا إلى لِحيَتِهِ ـ وكانَ شَيخا كَثَّ اللِّحَيةِ ـ فَنَتَفوها حَتّى لَم يَبقَ مِنها شَيءٌ ولا شَعرَةٌ واحِدَةٌ ! وقالَ طَلحَةُ : عَذِّبُوا الفاسِقَ ، وَانتِفوا شَعرَ حاجِبَيهِ ، وأشفارَ عَينَيهِ ، وأوثِقوهُ بِالحَديدِ ! ۳
د ـ أمرُ عائِشَةَ بِقَتلِ عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ
۳۵۱.الجمل :قالَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ لِعائِشَةَ [بَعدَما أخَذا عُثمانَ بنَ حُنَيفٍ] : ما تَأمُرينَ في عُثمانَ ؟ فَإِنَّهُ لِما بِهِ .