265
مراقبات شهر رمضان

أجراً نَستَدرِكُ بِهِ الفَضلَ المَرغوبَ فيهِ ، ونَعتاضُ بِهِ مِن أنواعِ الذُّخرِ المَحروصِ عَلَيهِ ، وأوجِب لَنا عُذرَكَ عَلى ماقَصَّرنا فيهِ مِن حَقِّكَ ، وابلُغ بِأَعمارِنا ما بَينَ أيدينا مِن شَهرِ رَمَضانَ المُقبِلِ ، فَإِذا بَلَّغتَناهُ فَأَعِنّا عَلى تَناوُلِ ما أنتَ أهلُهُ مِنَ العِبادَةِ ، وأدِّنا إلَى القِيامِ بِما يَستَحِقُّهُ مِنَ الطّاعَةِ ، وأَجرِ لَنا مِن صالِحِ العَمَلِ ما يَكونُ دَرَكاً لِحَقِّكَ فِي الشَّهرَينِ مِن شُهورِ الدَّهرِ .
اللّهُمَّ وما ألمَمنا ۱ بِهِ في شَهرِنا هذا مِن لَمَمٍ أو إثمٍ ، أو واقَعنا فيهِ مِن ذَنبٍ ، وَاكتَسَبنا فيهِ مِن خَطيئَةٍ عَلى تَعَمُّدٍ مِنّا ، أو عَلى نِسيانٍ ظَلَمنا فيهِ أنفُسَنا ، أوِ انتَهَكنا بِهِ حُرمَةً مِن غَيرِنا ؛ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاستُرنا بِسِترِكَ ، وَاعفُ عَنّا بِعَفوِكَ ، ولا تَنصِبنا فيهِ لِأَعيُنِ الشّامِتينَ ، ولاتَبسُط عَلَينا فيهِ ألسُنَ الطَّاغينَ ، وَاستَعمِلنا بِما يَكونُ حِطَّةً وكَفّارَةً لِما أنكَرتَ مِنّا فيهِ ، بِرَأفَتِكَ الَّتي لاتَنفَدُ وفَضلِكَ الَّذي لايَنقُصُ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجبُر مُصيبَتَنا بِشَهرِنا ، وبارِك لَنا في يَومِ عيدِنا وفِطرِنا ، وَاجعَلهُ مِن خَيرِ يَومٍ مَرَّ عَلَينا ، أجلَبِهِ لِعَفوٍ وأمحاهُ لِذَنبٍ ، وَاغفِر لَنا ماخَفِيَ مِن ذُنوبِنا وما عَلَنَ .
اللّهُمَّ اسلَخنا بِانسِلاخِ هذَا الشَّهرِ مِن خَطايانا ، وأخرِجنا بِخُروجِهِ مِن سَيِّئاتِنا ، وَاجعَلنا مِن أسعَدِ أهلِهِ بِهِ وأجزَلِهِم قِسماً فيهِ ، وأوفَرِهِم حَظّاً مِنهُ .
اللّهُمَّ ومَن رَعى ۲ هذَا الشَّهرَ حَقَّ رِعايَتِهِ ، وحَفِظَ حُرمَتَهُ حَقَّ حِفظِها ، وقامَ بِحُدودِهِ حَقَّ قِيامِها ، وَاتَّقى ذُنوبَهُ حَقَّ تُقاتِها ، أو تَقَرَّبَ إلَيكَ بِقُربَةٍ أوجَبَت رِضاكَ لَهُ ، وعَطَفَت رَحمَتَكَ عَلَيهِ ، فَهَب لَنا مِثلَهُ مِن وُجدِكَ ، وأعطِنا أضعافَهُ

1.ألممنا : قاربنا . وقيل : اللَّمَمُ : مقاربة المعصية من غير إيقاع فعل . وقيل : هو من اللَّمَم : صغار الذنوب (النهاية : ج ۴ ص ۲۷۲) .

2.في مصباح المتهجّد : «رعى حرمة هذا الشهر» ، وفي المصادر الاُخرى : «رعى حقّ هذا الشهر» .


مراقبات شهر رمضان
264

السَّلامُ عَلَيكَ ما أكثَرَ عُتَقاءَ اللّهِ فيكَ ، وما أسعَدَ مَن رَعى حُرمَتَكَ بِكَ.
السَّلامُ عَلَيكَ ما كانَ أمحاكَ لِلذُّنوبِ وأستَرَكَ لِأَنواعِ العُيوبِ .
السَّلامُ عَلَيكَ ما كانَ أطولَكَ عَلَى المُجرِمينَ ، وأهيَبَكَ في صُدورِ المُؤمِنينَ .
السَّلامُ عَلَيكَ مِن شَهرٍ لا تُنافِسُهُ الأَياّمُ .
السَّلامُ عَلَيكَ مِن شَهرٍ هُوَ مِن كُلِّ أمرٍ سَلامٌ .
السَّلامُ عَلَيكَ غَيرَ كَريهِ المُصاحَبَةِ ، ولا ذَميمِ المُلابَسَةِ . ۱
السَّلامُ عَلَيكَ كَما وَفَدتَ عَلَينا بِالبَرَكاتِ ، وغَسَلتَ عَنّا دَنَسَ الخَطيئاتِ .
السَّلامُ عَلَيكَ غَيرَ مُوَدِّعٍ بَرَما ۲ ، ولامَتروكٍ صِيامُهُ سَأَماً .
السَّلامُ عَلَيكَ مِن مَطلوبٍ قَبلَ وَقتِهِ ، ومَحزونٍ عَلَيهِ قَبلَ فَوتِهِ .
السَّلامُ عَلَيكَ كَم مِن سوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنّا ، وكَم مِن خَيرٍ اُفيضَ بِكَ عَلَينا .
السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى لَيلَةِ القَدرِ الَّتي هِيَ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ .
السَّلامُ عَلَيكَ ما كانَ أحرَصَنا بِالأَمسِ عَلَيكَ ، وأشَدَّ شَوقَنا غَداً إلَيكَ .
السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى فَضلِكَ الَّذي حُرِمناهُ ، وعَلى ماضٍ مِن بَرَكاتِكَ سُلِبناهُ .
اللّهُمَّ إنّا أهلُ هذَا الشَّهرِ الَّذي شَرَّفتَنا بِهِ ، ووَفَّقتَنا بِمَنِّكَ لَهُ ، حينَ جَهِلَ الأَشقِياءُ وَقتَهُ ، وحُرِموا لِشَقائِهِم فَضلَهُ . أنتَ وَلِيُّ ما آثَرتَنا بِهِ مِن مَعرِفَتِهِ ، وهَدَيتَنا لَهُ مِن سُنَّتِهِ ، وقَد تَوَلَّينا بِتَوفيقِكَ صِيامَهُ وقِيامَهُ عَلى تَقصيرٍ ، وأدَّينا فيهِ قَليلاً مِن كَثيرٍ .
اللّهُمَّ فَلَكَ الحَمدُ إقراراً بِالإِساءَةِ ، وَاعتِرافاً بِالإِضاعَةِ ، ولَكَ مِن قُلوبِنا عَقدُ النَّدَمِ ، ومِن ألسِنَتِنا صِدقُ الاِعتِذارِ ، فَأجُرنا عَلى ما أصابَنا فيهِ مِنَ التَّفريطِ ،

1.الملابَسَة : المخالطة (لسان العرب : ج ۶ ص ۲۰۳) .

2.بَرَماً : مصدر برم : إذا سئمه وملّه (النهاية : ج ۱ ص ۲۲۱) .

  • نام منبع :
    مراقبات شهر رمضان
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 106985
الصفحه من 308
طباعه  ارسل الي