69
شهر الله في الكتاب و السنّة

ويَكونَ ذلِكَ دَليلاً لَهُ عَلى شَدائِدِ الآخِرَةِ مَعَ ما فيهِ مِنَ الاِنكِسارِ لَهُ عَنِ الشَّهَواتِ ، واعِظا لَهُ فِي العاجِلِ ، دَليلاً عَلَى الآجِلِ ؛ لِيَعلَمَ شِدَّةَ مَبلَغِ ذلِكَ مِن أهلِ الفَقرِ وَالمَسكَنَةِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . ۱

۱۰۱.عنه عليه السلامـ فيما جَمَعَهُ الفَضلُ بنُ شاذانَ مِن كَلامِهِ في عِلَلِ الفَرائِضِ ـ:فَإِن قيلَ : فَلِمَ اُمِروا بِالصَّومِ؟ قيلَ : لِكَي يَعرِفوا ألَمَ الجوعِ وَالعَطَشِ ، ويَستَدِلّوا عَلى فَقرِ الآخِرَةِ ، ولِيَكونَ الصّائِمُ خاشِعا ذَليلاً مُستَكينا ، مَأجورا مُحتَسِبا عارِفا ، صابِرا عَلى ما أصابَهُ مِنَ الجوعِ وَالعَطَشِ ؛ فَيَستَوجِبَ الثَّوابَ مَعَ ما فيهِ مِنَ الإِمساكِ عَنِ الشَّهَواتِ ، ولِيَكونَ ذلِكَ واعِظا لَهُم فِي العاجِلِ ، ورائِضا لَهُم عَلى أداءِ ما كَلَّفَهُم ، ودَليلاً لَهُم فِي الأَجرِ ، ولِيَعرِفوا شِدَّةَ مَبلَغِ ذلِكَ عَلى أهلِ الفَقرِ وَالمَسكَنَةِ فِي الدُّنيا فَيُؤَدّوا إلَيهِم ما فَرَضَ اللّهُ لَهُم في أموالهِمِ . ۲

۱۰۲.عنه عليه السلامـ في عِلَّةِ الصَّومِ ـ: اِمتَحَنَهُم بِضَربٍ مِنَ الطّاعَةِ كَيما يَنالوا بِها عِندَهُ الدَّرَجاتِ ؛ لِيُعَرِّفَهُم فَضلَ ما أنعَمَ عَلَيهِم مِن لَذَّةِ الماءِ وطيبِ الخُبزِ ، وإذا عَطِشوا يَومَ صَومِهِم ذَكَروا يَومَ العَطَشِ الأَكبَرِ فِي الآخِرَةِ ، وزادَهُم ذلِكَ رَغبَةً ۳ فِي الطّاعَةِ . ۴

۱۰۳.الكافي عن حمزة بن محمّد :كَتَبتُ إلى أبي مُحَمَّدٍ [ العَسكَرِيِّ عليه السلام ] : لِمَ فَرَضَ اللّهُ

1.كتاب من لا يحضره الفقيه : ۲ / ۷۳ / ۱۷۶۷ ، علل الشرايع : ۳۷۸ / ۱ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ۲ / ۹۱ / ۱ ، بحار الأنوار : ۶ / ۹۷ / ۲ وج ۹۶ / ۳۷۰ / ۵۲ .

2.علل الشرايع : ۲۷۰ / ۹ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ۲ / ۱۱۶ / ۱ وفيه «الانكسار» بدل «الإمساك» و«الآجل» بدل «الأجر» وكلاهما عن الفضل بن شاذان ، بحار الأنوار : ۶ / ۷۹ / ۱ وج ۹۶ / ۳۶۹ / ۵۱ .

3.في المصدر : «رقبة» ، وما أثبتناه من بحار الأنوار .

4.المناقب لابن شهرآشوب : ۴ / ۳۵۵ ، بحار الأنوار : ۶ / ۱۱۳ / ۶ .


شهر الله في الكتاب و السنّة
68

لِنُفوسِهِم ، وتَخفيضا لِقُلوبِهِم ، وإذهابا لِلخُيَلاءِ عَنهُم ، ولِما في ذلِكَ مِن تَعفيرِ عِتاقِ الوُجوهِ ۱ بِالتُّرابِ تَواضُعا ، وَالتِصاقِ كَرائِمِ الجَوارِحِ بِالأَرضِ تَصاغُرا ، ولُحوقِ البُطونِ بِالمُتونِ مِنَ الصِّيامِ تَذَلُّلاً . ۲

۹۶.عنه عليه السلام :فَرَضَ اللّهُ الصِّيامَ ابتِلاءً لاِءِخلاصِ الخَلقِ . ۳

۹۷.فاطمة عليهاالسلام :فَرضَ [اللّهُ] ۴ ... الصِّيامَ تَثبيتا لِلإِخلاصِ . ۵

۹۸.الإمام الحسين عليه السلامـ في بَيانِ عِلَّةِ الصِّيامِ ـ: لِيَجِدَ الغَنِيُّ مَسَّ الجوعِ فَيَعودَ بِالفَضلِ عَلَى المَساكينِ . ۶

۹۹.الإمام الصادق عليه السلامـ أيضا ـ: إنَّما فَرَضَ اللّهُ عز و جل الصِّيامَ لِيَستَوِيَ بِهِ الغَنِيُّ وَالفَقيرُ ؛ وذلِكَ أنَّ الغَنِيَّ لَم يَكُن لِيَجِدَ مَسَّ الجوعِ فَيَرحَمَ الفَقيرَ ؛ لِأَنَّ الغَنِيَّ كُلَّما أرادَ شَيئا قَدَرَ عَلَيهِ ، فَأَرادَ اللّهُ عز و جل أن يُسَوِّيَ بَينَ خَلقِهِ ، وأن يُذيقَ الغَنِيَّ مَسَّ الجوعِ وَالأَلَمِ ؛ لِيَرِقَّ عَلَى الضَّعيفِ فَيَرحَمَ الجائِعَ . ۷

۱۰۰.الإمام الرضا عليه السلامـ مِمّا كَتَبَهُ إلى مُحَمَّدِ بنِ سِنانٍ في جَوابِ مَسائِلِهِ ـ:عِلَّةُ الصَّومِ لِعِرفانِ مَسِّ الجوعِ وَالعَطَشِ ؛ لِيَكونَ ذَليلاً مُستَكينا مَأجورا مُحتَسِبا صابِرا ،

1.أي كرامها ، العتيق : الكريم الرائع من كلّ شيء (النهاية : ۳ / ۱۷۹) .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .

3.نهج البلاغة : الحكمة ۲۵۲ .

4.أثبتنا ما بين المعقوفين من كتاب من لايحضره الفقيه وبحار الأنوار وفي الاحتجاج : «جعل اللّه ...» .

5.علل الشرايع : ۲۴۸ / ۲ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ۳ / ۵۶۸ / ۴۹۴۰ وفيه «تبيينا» بدل «تثبيتا» وكلاهما عن زينب بنت الإمام عليّ عليه السلام ، الاحتجاج : ۱ / ۲۵۸ / ۴۹ عن عبد اللّه بن الحسن المثنّى عن آبائه عليهم السلامعنها عليهاالسلام ، بحار الأنوار : ۹۶ / ۳۶۸ / ۴۷ .

6.المناقب لابن شهرآشوب : ۴ / ۶۸ ، بحار الأنوار : ۹۶ / ۳۷۵ / ۶۲ .

7.كتاب من لا يحضره الفقيه : ۲ / ۷۳ / ۱۷۶۶ ، علل الشرايع : ۳۷۸ / ۲ ، فضائل الأشهر الثلاثة : ۱۰۲ / ۸۸ وفيه «ليحسن على الضعيف ويطعم الجائع» ، الإقبال :۱ / ۳۰ كلّها عن هشام بن الحكم ، مجمع البيان : ۱ / ۴۹۰ وليس فيه «أن يسوّي بين خلقه» .

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424 ق / 1382 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 148096
الصفحه من 628
طباعه  ارسل الي