53
شهر الله في الكتاب و السنّة

كَلامٌ في تَصفيدِ الشَّياطينِ في شَهرِ رَمَضانَ

مرّت الإشارة في عدد كبير من أحاديث هذا الباب إلى أنَّ الشياطين تغلّ في شهر رمضان ، وعندئذٍ يثار عدد من الأسئلة في هذا السياق ، هي :
ما الشيطان ؟ في نطاق ما يتّسم به نظام الخليقة والوجود من حكمة ، لماذا سُمح للشيطان بإغواء الإنسان ؟
ما الثغور الّتي تمتدّ إليها سلطة الشيطان على الإنسان ؟
لماذا صار اللّه سبحانه إلى تصفيد الشياطين ومنعها من ممارسة تأثيرها الضالّ في شهر رمضان ، في حين تركها حرّة فيما عداه من الشهور ؟
وأخيرا : إذا كانت الروايات الدالّة على هذا المعنى صحيحة ، فلماذا يجنح عدد من الصائمين إلى ارتكاب الذنوب واجتراح الخطايا في هذا الشهر ؟
في الحقيقة يتطلّب الجواب على هذه الأسئلة بنحوٍ مُسهب وافٍ فرصةً سانحةً ۱ ، بَيدَ أنَّ ما يمكن قوله إجمالاً : إنَّ الرؤية الإسلامية تفيد بأنَّ الشياطين عبارة عن موجودات غير مرئيّة من جنس الجنّ ، تتحلّى بالإدراك والمعرفة وتحظى

1.سنعرض للبحث في جواب هذه الأسئلة ، وندرس جوانب هذا الموضوع تفصيلاً ، في مدخل عنوان « الشيطان » من موسوعة ميزان الحكمة إن شاء اللّه تعالى .


شهر الله في الكتاب و السنّة
52

رَمَضانَ وقِيامِهِم فيهِ رِضايَ ومَغفِرَتي» .
ويَقولُ : «يا عِبادي ، سَلوني ، فَوَعِزَّتي وجَلالي لا تَسأَلونِّي اليَومَ في جَمعِكُم لاِخِرَتِكُم ودُنياكُم إلاّ أعطَيتُكُم ، وعِزَّتي لَأَستُرَنَّ عَلَيكُم عَوراتِكُم ما راقَبتُموني ، وعِزَّتي لَأَجَرتُكُم ۱ ولا أفضَحُكُم بَينَ يَدَي أصحابِ الخُلودِ ، اِنصَرِفوا مَغفورا لَكُم ، قَد أرضَيتُموني ورَضيتُ عَنكُم» .
فَتَفرَحُ المَلائِكَةُ وتَستَبشِرُ ويُهَنِّئُ بَعضُها بَعضا بِما يُعطِي اللّهُ هذهِ الاُمَّةَ إذا أفطَروا. ۲

۷۱.الكافي عن جابر :كانَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام يُبَكِّرُ إلَى المَسجِدِ يَومَ الجُمُعَةِ حينَ تَكونُ الشَّمسُ قَدرَ رُمحٍ ، فَإِذا كانَ شَهرُ رَمَضانَ يَكونُ قَبلَ ذلِكَ . وكانَ يَقولُ :
«إنَّ لِجُمَعِ شَهرِ رَمَضانَ عَلى جُمَعِ سائِرِ الشُّهورِ فَضلاً كَفَضلِ شَهرِ رَمَضانَ عَلى سائِرِ الشُّهورِ» . ۳

۷۲.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ أبوابَ السَّماءِ تُفَتَّحُ في رَمَضانَ ، وتُصَفَّدُ الشَّياطينُ ، وتُقبَلُ أعمالُ المُؤمِنينَ؛ نِعمَ الشَّهرُ رَمَضانُ؛ كانَ يُسَمّى عَلى عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : المَرزوقَ. ۴

وانظر : ص 81 (بركات ضيافة اللّه ) .

1.يجير غيرَه : أي يؤمنه ممّا يخاف . واستجاره : طلب منه أن يحفظه فأجاره (المصباح المنير : ۱۱۴) . وفي بحار الأنوار : «لاُجيرنّكم» . ومعناه كسابقه . وفي الإقبال : «لآجرتكم» . قال الفيّومي : آجرَه : إذا أثابه (المصباح المنير : ۵) . وفي فضائل الأوقات وتاريخ دمشق وكنز العمّال : «لا اُخزيكم» ، ومعناها واضح .

2.الأمالي للمفيد : ۲۳۰/۳ ، فضائل الأشهر الثلاثة : ۱۲۶/۱۳۳ نحوه ، الإقبال : ۱/۲۳ ، بحار الأنوار : ۹۶/۳۳۸/۱ ؛ فضائل الأوقات للبيهقي : ۶۴ / ۱۲۹ ، تاريخ دمشق : ۵۲ / ۲۹۱ كلّها عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ۸ / ۵۸۵ / ۲۴۲۸۱ .

3.الكافي : ۳ / ۴۲۹ / ۸ ، تهذيب الأحكام : ۳ / ۲۴۴ / ۶۶۰ ، ثواب الأعمال : ۶۲ / ۱ وليس فيه صدره ، بحار الأنوار : ۹۶ / ۳۷۶ / ۱ .

4.خ ل : ابعدها .

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424 ق / 1382 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 148915
الصفحه من 628
طباعه  ارسل الي