279
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

قال عليه السلام : واللّه غاية . [ ص۱۱۳ ح۴ ]
أقول : أي نهاية بمعنى ما ينتهي إليه نظراً إلى من جعله غاية .
قال عليه السلام : والمغيّى غير الغاية . [ ص۱۱۳ ح۴ ]
أقول : أي ذاته الحقّة بذاته غير اعتبار كونه غاية ، وكذا الأمر إذا كان المُغَيّى بالميم المضمومة والغين المعجمة المفتوحة والياء المثنّاة من تحت ، المفتوحة المشدّدة أي ذو الغاية .
وقوله : « والغاية » موصوفة أي معلومة بكنهها . هذا دليل اقتراني من الشكل الأوّل ، على أنّ كونه غايةَ معلول ، وذاته الحقّة لبساطته الصرفة وأحديّته المطلقة غير معلوم بكنه جلاله ، فذاته غير كونها غاية . وقوله : « وصانع الأشياء » جملة حاليّة .
قال عليه السلام : بصنع غيره . [ ص۱۱۳ ح۴ ]
أقول : أي بصنع غيره إشارة إلى برهان « إنّ » على كينونيّته أي وجوده . ولا ينافي ذلك ما سيأتي من قوله : « إنّما عرف اللّه من عرفه باللّه » حيث إنّ المراد من المعرفة هاهنا المعرفة الكنهيّة لا التصديقيّة حيث إنّ التصديق بكينونيّته حاصل لمن استدلّ بخليقته ومصنوعاته ، فالضميران في «كينونيّته» وفي «غيره» يعودان إليه تعالى ، فليتدبّر .
قال عليه السلام : بحجاب . [ ص۱۱۴ ح۴ ]
أقول : أي بالمعنى الزائد أي بصفة موجودة في الخارج مختصّة به تعالى .
قال عليه السلام : أو بصورة . [ ص۱۱۴ ح۴ ]
أقول : أي شكل ۱ وتخطيط .
قال عليه السلام : أو بمثال . [ ص۱۱۴ ح۴ ]
أقول : عقلي أو خيالي .
قال عليه السلام : فهو مشترك . [ ص۱۱۴ ح۴ ]
أقول : حيث زعم أنّ كلاًّ من هذه الأشياء ذاته الحقّة وهو غيره ، فلو زعم أنّه عرفه

1.انظر : شرح المازندراني ، ج ۳ ، ص ۲۰۰ .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
278

قال عليه السلام : فمعناه . [ ص۱۱۳ ح۲ ]
أقول : لأنّ المراد بالمعنى الذات .
قال عليه السلام : واسمه العليّ العظيم . [ ص۱۱۳ ح۲ ]
أقول : الذي مضى في أوّل الباب يدلّ على أنّ أوّل أسمائه ثلاثة : « اللّه » و« تبارك » و« تعالى » ، وأنّ « العليّ » « العظيم » من الأسماء الثلاثة والستّين ، فوجه الجمع والتوفيق بينهما أنّ العليّ قد يؤخذ بمعنى العالي ، والعظيمَ بمعنى تبارك ، فيؤول مفادهما إليهما ، وهما بهذه الاعتبار من أسمائه الثلاثة ، وقد يؤخذان بمعنى آخَرَ ، وهو المراد بهما في أوّل هذا الباب .
قال عليه السلام : على كلّ شيء . [ ص۱۱۳ ح۲ ]
أقول : بعد اسم اللّه ، فَعُلُوُّه إضافيٌّ بخلاف علوّ اللّه ، فإنّه أعلى من كلّ اسم ظاهر مطلقاً .
قال عليه السلام : عن الاسم ما هو . [ ص۱۱۳ ح۳ ]
أقول : حاصل سؤاله : هل يكون بين أسمائه ما هو علم لذاته من دون ملاحظة وصف من أوصافه ؟ فأجاب بأنّ كلّ اسم موضوعٍ لصفة يكون لموصوف حتّى أنّ « اللّه » من « ألِهَ » . ثمّ إنّه ليس في هذا الخبر حدوث الأسماء ، ولعلّ ذكره يناسب من حيث إنّه تفسير لثاني الباب .
قال عليه السلام : أو عملت۱الأيدي . [ ص۱۱۳ ح۴ ]
أقول : أي سواء عليها أكانت أيديَ الأبدان أو أيديَ الأذهان فإنّ القوى الشاملة أو أذهان العقول العالية [ مخلوقة محدثة ] ۲ .

1.في شرح المازندراني : «عملته» .

2.زيادة أضفناها لتستقيم العبارة . قال المازندراني في شرحه ، ج ۳ ، ص ۲۹۸ : «يعني كلّ ما تناولته الألسن من الأقوال والأسماء ، وكلّ ما عملته الأيدي من الصور والنقوش ، وكلّ ما أدركته العقول العالية والسافلة من الحقائق والدقائق اللطيفة من صفاته ، فهو مخلوق محدث ، له نهاية ذكريّة وحدود عقليّة ».

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 42008
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي