263
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

[ باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى ]

قال : فإن رأيت . [ ص۱۰۰ ح۱ ]
أقول : جزاؤه محذوف ، أي فإن رأيت فعلت .
قال عليه السلام : من قِبَلك . [ ص۱۰۰ ح۱ ]
أقول : بكسر القاف وفتح الباء الموحّدة ، يعني عندك ، والعائد مبتدأ محذوف ، أي « هو » ، والظرف خبر عنه ۱ .
قال عليه السلام : بعد البيان . [ ص۱۰۰ ح۱ ]
أقول : حيث إنّ الضلال قبل البيان لا إثم فيه ، قال عزّ من قائل : « وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمَا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ »۲ كرّر ذلك للتأكيد حيث قال : « ولا تعدوا » بعد قوله : « ما نزل به القرآن » .
قال عليه السلام : عن الصفة . [ ص۱۰۰ ح۲ ]
أقول : أي من أن يصفه الناس من عند أنفسهم أو من زيادة صفاته على ذاته .
قال : الموفّق . [ ص۱۰۱ ح۳ ]
أقول : أي أعضاؤه متوافقة بحسن الخلقة العامّة ، يروون أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله « رأى ربّه في هيأة الشابّ الموفّق من أبناء ثلاثين سنة ورجلاه في خضرة وباقي جسده خارج » تعالى اللّه عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً !
قال : وصاحب الطاق . [ ص۱۰۱ ح۳ ]
أقول : هو محمّد بن النعمان أبو جعفر الأحول الصرّاف في طاق المحامل بكوفة ۳ .
قال عليه السلام : ما عرفوك . [ ص۱۰۱ ح۳ ]
أقول : الضمير للمحكيّ عنهم من المخالفين ولا قدح في هشام وصاحبَيْه ، بل نسبة

1.شرح المازندراني ، ج ۳ ، ص ۱۹۹ .

2.التوبة (۹) : ۱۱۵ .

3.لاحظ عن صاحب الطاق أو مؤمن الطاق : الفهرست ، ص ۲۰۷ ، الرقم ۵۹۴ ؛ معالم العلماء، ص ۱۳۰ ، الرقم ۶۵۸ ؛ رجال ابن داود ، ص ۱۸۰ ، الرقم ۱۴۶۳ .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
262

عنها إلى المقابل كزاوية شعاع موهوم انعكس منه إليها .
وبالجملة ، إنّ القوّة الباصرة كما جاز لها أن تدرك الأشياء المقابلة لها ، كذلك جاز أن تدرك ما لا يكون له هذه المقابلة بشرط أن يتوسّط بينها وبين ما يدركه جسم صيقل شفّاف كالزجاج الملوّن والماء أو غير شفّاف كالمرآة ، فإذا توهّم أنّ الشعاع الخارج من العين إذا وقع على الصيقل وانعكس عنه إلى شيء آخر ويكون زاوية الانعكاس مساويةً لزاوية الشعاع ، رأى ذلك الشيء ، فلو كان صيقل محاذياً بوجه الرائي ، وصل شعاع بصره الوهمي إليه أو يعكس منه إلى وجهه ، فرأى وجهه ، وإذ ليس له شعور بهذا الانعكاس يتوَهّم أنّه يراه بالاستقامة كما هو المعتاد ، فيجب أن يكون صورة وجهه منطبعةً في المرآة وهي ليست فيها .
قال : فإنّما سلطانه . [ ص۹۹ ح۱۲ ]
أقول : في إدراكه الجزئي على ما في الفضاء الخارج حيث إنّ المراد بالهواء البُعْد الخارجي .
قال : ما في الهواء. أي كان موجودا في الزمان الماضي .
قال : فلاينبغي . هذا دليل على المدّعى
¨ قال : على ما ليس . [ ص۹۹ ح۱۲ ]
أقول : أي على إدراك .
قال : من أمر التوحيد . [ ص۱۰۰ ح۱۲ ]
أقول : كلّ ما ذكر من باب الأمثلة لتوضيح المرام لا أنّها قياسات شعريّة .
وبالجملة ، إنّ النفس المجرّدة لا تدرك الجزئيّات إلاّ بقوّاتها وآلاتها الجسمانيّة ، لا بنفسها المجرّدة في علمها الحصوليّ ، وأمّا علمها بذاتها الجزئيّة فهو علم حضوريّ لا حصوليّ ، والكلام في علمها الحصوليّ ، فلا ينال الجزئيّ المجرّد ، فكيف يدرك الواجب تعالى المجرَّدَ عن الماهيّة ، وتوحيدَه على وجهه .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 42432
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي